أعلن مكتب رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، اليوم الأربعاء 8 يناير (كانون الثاني) في بيان صحافي، أن الصحافية الإيطالية تشيشيليا سالا، التي تم اعتقالها واحتجازها في إيران، قد أُطلق سراحها وهي على متن طائرة في طريقها إلى أرض الوطن. بعد أن قضت نحو 20 يومًا في السجون الإيرانية.
ووفقًا لحكومة إيطاليا، فإن "الطائرة التي تقل الصحافية إلى الوطن قد أقلعت من طهران".
وجاء في البيان الصحافي لمكتب رئيسة الوزراء الإيطالية: "بفضل العمل المكثف عبر القنوات الدبلوماسية والاستخباراتية، تم الإفراج عن مواطنتنا من قبل السلطات الإيرانية، وهي في طريقها إلى إيطاليا".
وذكر البيان أن هذه العملية شهدت تسارعًا مفاجئًا "في الساعات القليلة الماضية" بفضل التعاون مع الولايات المتحدة.
ووفقًا للبيان، اتصلت سالا أمس بعائلتها وأبلغتهم بأن ظروف احتجازها قد تحسنت؛ "حيث أصبح لديها سرير، وتسلّمت طردين من السفارة. ثم أُطلق سراحها خلال الليل. وقامت رئيسة الوزراء، التي كانت تدير الملف منذ أسبوع، بإبلاغ والدي سالا بهذا الخبر".
وشكرت ميلوني جميع الذين ساهموا في "تسهيل عودة تشيشيليا سالا والسماح لها بالعودة إلى أحضان عائلتها وزملائها".
وكانت صحيفة "لاستامبا" الإيطالية قد أفادت سابقًا بأن سالا قد خرجت من العزل الانفرادي، وهي الآن تشارك زنزانة مع شخص آخر.
ونقلت الصحيفة، اليوم الأربعاء 8 يناير (كانون الثاني) في تقرير لها، أن لديها سريرًا في زنزانتها الجديدة، وقد تمت إعادة متعلقاتها الشخصية، بما في ذلك نظارتها.
يذكر أن تشيشيليا سالا، البالغة من العمر 29 عامًا، تعمل صحافية ومدونة صوتية. وكانت قد سافرت إلى إيران بتأشيرة صحافية، وتم اعتقالها في طهران يوم 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، واحتُجزت في زنزانة انفرادية في سجن إيفين.
وكانت "لاستامبا" قد ذكرت في تقريرها أن انتظار جلسة استئناف طلب الإفراج المشروط لمحمد عابديني نجف آبادي في محكمة الاستئناف في ميلانو ضروري للحصول على معلومات جديدة حول مصير سالا.
ومحمد عابديني نجف آبادي، البالغ من العمر 38 عامًا، تم اعتقاله في مطار ميلانو يوم 16 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بناءً على طلب من الولايات المتحدة، التي تتهمه بالمساهمة في توفير تكنولوجيا استُخدمت في هجوم بطائرة مسيرة في الأردن وأدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين.
وقد حددت محكمة الاستئناف في ميلانو جلسة للنظر في طلب الإفراج عن عابديني نجف آبادي تحت الإقامة الجبرية في 15 يناير.
ويحتاج عابديني نجف آبادي إلى إقناع القضاة بأنه لن يهرب إذا تم الإفراج عنه ووضعه تحت الإقامة الجبرية، على غرار التاجر الروسي آرتيم أوز.
وكان أوز، الذي يواجه اتهامات بتهريب معدات عسكرية إلى روسيا، كان على وشك تسليمه من إيطاليا إلى الولايات المتحدة، قبل أن يهرب من الإقامة الجبرية في إيطاليا إلى موسكو عام 2021.
وأفادت صحيفة "إيل جورناليه"، المقربة من الحكومة الإيطالية، بأن ميلوني حصلت على موافقة دونالد ترامب خلال لقائها الأخير معه على "تعليق" عملية تسليم عابديني نجف آبادي.
وقبل ذلك، في 15 ديسمبر (كانون الأول)، أفادت "إيران إنترناشيونال" بأن إيران ربطت الإفراج عن سالا بالإفراج عن عابديني نجف آبادي.
وكان عدد من الصحافيين قد تجمعوا في مدينة روما تضامنًا مع الصحافية الإيطالية المحتجزة في إيران، تشيشيليا سالا. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "أطلقوا سراح تشيشيليا سالا"، مطالبين بالإفراج الفوري عنها.
كما كتبت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" يوم الثلاثاء 7 يناير (كانون الأول) أن إليزابيتا بيلوني، رئيسة وكالة الاستخبارات الإيطالية، قد استقالت بعد أربعة أيام من اعتقال تشيشيليا سالا بسبب "الخلافات الخفية والرؤى المختلفة حول قضيتها".
ووفقًا للتقرير، فقد تم استبعادها في البداية من ملف اعتقال سالا. ثم تم تسليم الملف إلى إدارة مكتب رئيسة الوزراء ووكالة الاستخبارات الخارجية الإيطالية (AISE) وتولى جانكارلو كرافيللي متابعة القضية. فيما قالت بيلوني، التي اعترضت على هذه القرارات، إن هذا الوضع جعلها تشعر بالإحباط.