أظهر فيديو منتشر على وسائل التواصل الاجتماعي امرأة إيرانية دون حجاب إجباري في مطار "مهر آباد" بطهران تتشاجر مع رجل دين كان يضايقها، حيث قامت بنزع عمامته من على رأسه ووضعها على رأسها. وذكرت وسائل إعلام مقربة من الحرس الثوري أن المرأة تم اعتقالها لعدة ساعات.
والسبب الدقيق للاشتباك غير واضح، لكن الفيديو يظهر المرأة وهي غاضبة وتنزع العمامة من فوق رأس رجل الدين، وتضعها على رأسها كشال، وتقول له: "عندك غيرة؟ أنت شيعي لعلي؟".. ثم تبحث عن زوجها في المطار وتنادي باسمه قائلة: "ماذا فعلتم بزوجي؟".
يشار إلى أن تاريخ الحادثة غير محدد، لكن بعض المستخدمين قالوا إنها وقعت أمس الأحد 5 يناير (كانون الثاني).
وفي السنوات الأخيرة، خاصة بعد مقتل مهسا أميني في حجز "شرطة الأخلاق" في سبتمبر (أيلول) 2022، انتشرت حالات العصيان المدني بين النساء، وفي المقابل، تصاعدت المواجهات العنيفة مع المعارضات للحجاب الإجباري في الأماكن العامة بما فيها المطارات.
موقع "مشرق نيوز"، المقرب من الحرس الثوري، ذكر اليوم الاثنين 6 يناير (كانون الثاني) أن الحادثة "لا علاقة لها بالحجاب، وأن السيدة تعاني من مشكلات نفسية". وأضاف أن المرأة تم اعتقالها، لكن تم الإفراج عنها لاحقًا بعد "صفح المشتكين".
وللنظام الإيراني تاريخ طويل في استخدام "المرض النفسي" لتشويه سمعة المعارضين. ففي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، خلال الاحتجاجات ضد الحجاب الإجباري، أصبحت "فتاة جامعة العلوم والبحوث" رمزًا للمقاومة بعد أن خلعت ملابسها. ووصفها النظام الرسمي بأنها "مريضة" أو "مجنونة"، بينما رأى كثير في فعلها تحديًا رمزيًا.
وانتقدت 4 جمعيات نفسية وإرشادية في إيران العام الماضي استخدام النظام لـ"المرض النفسي" لقمع المعارضين للحجاب الإجباري.
وأضاف "مشرق نيوز" أن رجل الدين "لم يوجه أي تنبيه بخصوص الحجاب، وأن الهجوم عليه كان دون سبب".
ولقي الفيديو تفاعلًا واسعًا ودعمًا من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصفه البعض بأنه "أداء احتجاجي مثير".
وأشاد مستخدمون بتحويل العمامة إلى شال كـ"فعل احتجاجي مبتكر وغير تقليدي".
كما نشرت قناة "كان" الإسرائيلية الفيديو، ووصفته كفعل احتجاجي ضد فرض الحجاب الإجباري.
وفي العامين الماضيين، تم اعتقال أو استدعاء أو تغريم آلاف النساء في إيران بسبب عدم ارتداء الحجاب أو اختيار ملابس لا تتوافق مع متطلبات النظام. كما تعرضن للملاحقة القضائية أو حُرمن من الخدمات العامة.
وفي منتصف ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، قال محسن عقلي، رئيس شرطة المطارات، إنه لن يتم تقديم خدمات المطار للنساء إلا إذا ارتدين الحجاب.
وقبل ذلك، أعلن مسؤولو مطارات محافظة فارس ومشهد في محافظة خراسان رضوي عن نشر "حراس الحجاب" لمنع دخول "الأشخاص غير المحتشمين" إلى المطارات والمحطات.
وفي بداية يوليو (تموز) الماضي، تم إغلاق مكتب شركة الخطوط الجوية التركية في طهران بسبب عدم التزام موظفاتها بالحجاب الإجباري.
وأفادت منظمة "هرانا" الحقوقية في 26 ديسمبر (كانون الأول) أن النظام الإيراني تعامل مع أكثر من 30 ألف امرأة في عام 2024 بسبب عصيانها للحجاب الإجباري.
وتواصل سلطات النظام جهودها لفرض الحجاب الإجباري على المواطنين في إيران بطرق مختلفة، بما في ذلك قانون الحجاب الجديد المعروف باسم "قانون العفاف والحجاب".
ونشرت وسائل الإعلام الإيرانية في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) النص النهائي لقانون "حماية الأسرة من خلال تعزيز ثقافة العفاف والحجاب".
وأثار هذا القانون احتجاجات واسعة، حيث أعرب خبراء الأمم المتحدة في بيان يوم 13 ديسمبر (كانون الأول) عن قلقهم من إقراره.
وفي 4 يناير (كانون الثاني) الجاري، طالب روح الله مؤمن نسب، أمين مقر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في طهران، بإصدار هذا القانون قبل حلول الصيف.