احتلت تصریحات المرشد الإيراني، علي خامنئي، حول الرد على إسرائيل، صدارة تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 3 نوفمبر (تشرين الثاني)؛ حيث أكد أن طهران ملتزمة بالإعداد لمواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل، عسكريًا وسياسيًا، متوعدًا الدولتين بـ "رد ساحق" على ما تفعلانه ضد إيران.
وأضاف خامنئي، أمس السبت: "نحن ملتزمون تمامًا بإعداد الشعب الإيراني بكل الوسائل اللازمة لمواجهة الاستكبار"، في إشارة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل. وتابع قائلاً: "سواء من حيث الاستعداد العسكري، أو التسليح، أو الجهود السياسية، فالحمد لله، المسؤولون منشغلون بهذه الجهود".
وبكشف هذا التصعيد في الخطاب، بعد أن كانت وسائل الإعلام والصحف المقربة من النظام تسخر من حجم الهجوم الإسرائيلي، وفقًا لصحيفة "ستاره صبح"، أن حجم الضرر كان أكبر مما صوره الإعلام الإيراني في بداية الهجوم؛ ولهذا أصبحت طهران اليوم بعد إدراك الحقيقة مضطرة إلى التفكير في الرد على إسرائيل.
وأبرزت صحف "كيهان" و"جوان" و"وطن امروز"، وهي من الصحف المقربة إلى الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، تصريحات خامنئي، حول الرد على إسرائيل، ونشرت في عناوينها أجزاء من حديث المرشد، وتأكيده حتمية الرد الإيراني وطبيعته؛ حيث وصفه بأنه سيكون "ساحقًا".
وقال خامنئي: "هذا ليس مجرد انتقام؛ بل هو تحرك منطقي، ومواجهة تتماشى مع الدين والأخلاق والشريعة والقوانين الدولية. الشعب الإيراني ومسؤولو البلاد لن يظهروا أي تردد أو تساهل في هذا الشأن. كونوا مطمئنين لذلك".
وعلى الصعيد الاقتصادي أشارت صحيفة "اقتصاد ملي" إلى الأزمة في أسواق العملة والذهب، وعودة اللون الأحمر إلى شاشات البورصة الإيرانية، وذكرت أن اقتراب موعد الانتخابات الأميركية والتهديدات المتزايدة للمسؤولين الإيرانيين بالرد على إسرائيل هما السبب الرئيس وراء هذا الاضطراب في الأسواق الإيرانية.
والجدير بالذكر أن سعر الدولار الأميركي قد تخطى اليوم الأحد حاجز 70 ألف تومان، محطمًا بذلك رقمًا قياسيًا في تاريخ الاقتصاد الإيراني.
ويتوقع خبراء الاقتصاد أن تستمر عملية انهيار التومان الإيراني، في ظل غياب استراتيجية واضحة لمعالجة التضخم والمشاكل الاقتصادية، كما أن عدم وجود آفاق إيجابية حول التفاوض مع الولايات المتحدة، لاسيما إذا ما فاز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية، يفاقم من هذه الحالة ويجعل مسار الدولار صعوديًا باستمرار مقابل التومان الإيراني.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"آرمان ملي": المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني يوصي بضرورة الرد على إسرائيل بعد تقييم الأضرار
قال الكاتب والمحلل السياسي، عبدالرضا فرجي راد، في مقال بصحيفة "آرمان ملي": "إن خامنئي صرح منذ البداية بأنه سلم ملف الرد على إسرائيل إلى المسؤولين والجهات المعنية"، معتقدًا أن تصاعد خطاب المسؤولين في طهران يوضح أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني درس حجم الهجوم الإسرائيلي وتوصل إلى ضرورة الرد على إسرائيل".
وقال الكاتب والدبلوماسي السابق إن تصريحات خامنئي أمس حول قطعية الرد الإيراني تعتبر خلاصة لموقف المسؤولين الإيرانيين حول هذا الموضوع، ورأى أن طهران لو قررت الرد قبل انتخابات الرئاسة الأميركية، يوم الثلاثاء المقبل، فقد يكون ذلك لصالح ترامب وبضرر الديمقراطيين.
"اعتماد": السلوك العسكري لإيران أضر بالقضية الفلسطينية وتحولت إلى صراع بين إيران وإسرائيل
انتقدت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية ضمنيًا نهج النظام الإيراني في التعامل مع القضية الفلسطينية؛ حيث حولها من صراع بين فلسطين وإسرائيل، تعود جذوره إلى 75 عامًا، إلى صراع بين إيران وإسرائيل.
وكتبت الصحيفة في هذا السياق: "هل الأفعال والسلوك العسكري لإيران ساهم في خلق هذه الصورة وتحول الصراع إلى صراع بين إيران وإسرائيل؟ هل تقبل إيران بمحو القضية الفلسطينية من خلال الدعاية الإعلامية الغربية، وتحويل ذلك إلى مجرد صراع بين الدولتين؟".
وأكدت الصحيفة ضرورة أن تعمل إيران لمنع ذلك؛ حيث بدأ اسم القضية الفلسطينية يُمحى من مخيلة الكثيرين، بسبب التحركات والأفعال الإيرانية وتحولت إلى صراع بين إيران وإسرائيل، وليس بين إسرائيل والفلسطينيين أصحاب الحق والأرض.
"أبرار": العلاقات بين إيران والغرب بدأت تخرج من مسار العقلانية بسبب دعم إيران لروسيا
رأى الكاتب والمحلل السياسي نصرت تاجيك، في إشارة إلى التوتر في العلاقات بين طهران وبرلين على خلفية إعدام مواطن ألماني، أن العلاقات بين البلدين وكذلك مع الدول الغربية بشكل عام بدأت تخرج عن مسار العقلانية، مشددًا على ضرورة أن يعمل النظام الإيراني إلى منع ذلك؛ كون ألمانيا لها تأثير كبير على صعيد الاقتصاد والسياسة الأوروبية.
وذكر الباحث، في مقال نشرته صحيفة "أبرار"، أن العلاقات المتوترة اليوم تعود إلى اتهام الدول الأوروبية، بما فيها ألمانيا، لإيران بدعم روسيا في عدوانها على أوكرانيا ومدها بالصواريخ والمُسيّرات.
وأوضح أن أحد الأسباب وراء العقوبات، التي تفرضها الدول الأوروبية وألمانيا، هو أنها أصبحت تشعر بأن قطع العلاقات الاقتصادية وإنهاء التبادل التجاري مع طهران لا يضر باقتصادها، كون إيران تعاني أساسًا اقتصادًا هشًا بسبب العقوبات المفروضة عليها.
ودعا الكاتب صُنّاع القرار في إيران إلى اختيار لغة الحوار والدبلوماسية لمعالجة المشاكل مع الدول الأوروبية لمنع مزيد من الانهيار والتوتر في العلاقات السياسية بين طهران والعواصم الأوروبية.