دعا مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، الرئيس جو بايدن إلى أن يكون "أكثر صرامة" مع إيران بشأن مؤامراتها لاختطاف أو قتل أميركيين.
وفي حديثه لشبكة "سي بي إس"، الأحد، روى بولتون، الذي خدم في إدارة ترامب، كيف حاول الحرس الثوري الإيراني استئجار قاتل محترف لقتله "إما في الولايات المتحدة أو في الخارج". حيث تم إدراجه وآخرين ممن كانوا يخدمون وقت مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني بقرار من ترامب، كأهداف للقتل في عام 2020 من قبل نظام طهران.
وأضاف: "لم تكن هذه ثرثرة عبر الإنترنت. لقد كانت هذه مفاوضات لقتل مواطن أميركي، مسؤول حكومي سابق. لقد فقدنا الردع. وأعتقد أن هذا يرجع أيضًا إلى عدم رغبة الإدارة في مواجهة آيات الله بطريقة يفهمونها".
وقد تم إحباط المؤامرة ضد بولتون عندما تبين أن القاتل الذي تم استئجاره هو مخبر لمكتب التحقيقات الفيدرالي.
ووفقًا لوثائق المحكمة، حاول مواطن إيراني يُدعى شهرام بورصافي الترتيب لقتل مستشار الأمن القومي لترامب، "على الأرجح انتقامًا لمقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني في يناير 2020".
ويخضع العديد من المسؤولين الأميركيين الآخرين للحماية على مدار الساعة بسبب تهديدات مماثلة لحياتهم من النظام في إيران، بما في ذلك وزير الدفاع السابق مارك إسبر ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو، وفقًا لشبكة "سي بي إس".
وقال بولتون في مقابلته: "أعتقد أن استهداف حكومة أجنبية معادية للمواطنين الأميركيين هو أمر قريب جدًا من أعمال الحرب". "يتعين على إدارة بايدن أن تفعل المزيد لإبقاء إيران تحت السيطرة".
جدير بالذكر أن لدى إيران تاريخا من الاختطاف والاغتيال كجزء أساسي من سياستها الخارجية، ومعظمها ضد المعارضين الإيرانيين في المنفى.
ويعتبر جمشيد شارمهد ومسيح علي نجاد مثالان حديثان تمت مناقشتهما في البرنامج الرئيسي لشبكة "سي بي إس"، 60 دقيقة، وكلاهما مواطنان أميركيان، تم اختطاف الأول في دبي عام 2020 وينتظر الآن تنفيذ حكم الإعدام في طهران.
وكانت الأخيرة تحت الحماية منذ العام الماضي عندما أحبط مكتب التحقيقات الفيدرالي مؤامرة لاختطافها من الولايات المتحدة ونقلها إلى فنزويلا.
كما تم ذكر "إيران إنترناشونال" في تقرير "60 دقيقة" كواحدة من أحدث الأهداف لسياسة النظام الإيراني لتخويف أو إسكات أو القضاء على الأصوات المعارضة.
واضطرت هذه القناة ومقرها لندن للانتقال إلى واشنطن العاصمة في وقت سابق من هذا العام عندما اشتدت التهديدات ضد صحافييها لدرجة أن شرطة المملكة المتحدة نصحتها بوقف عملها.
وبحسب ما قاله رئيس شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا، مات جوكس، فقد أحبطوا 15 محاولة اختطاف واغتيال إيرانية منذ العام الماضي.
ويتحدث المسؤولون الإيرانيون صراحة عن "مدى وصولهم" عندما يهددون المنشقين الإيرانيين في الخارج. وكثيرا ما يذكرون روح الله زم، الناشط والصحفي الإيراني الذي كان مقيما في فرنسا، والذي اختطف في العراق، ونُقل إلى إيران، وتم إعدامه في ديسمبر (كانون الأول) 2020.
وفي الآونة الأخيرة، تعرضت إدارة بايدن لانتقادات شديدة من كلا الجانبين في الكونغرس، مع ادعاءات بأن ردها على الهجمات المدعومة من إيران على المنشآت الأميركية في الشرق الأوسط يفتقر أيضا إلى الردع.
ويعني نهج بايدن الناعم أنه كان هناك أكثر من 40 هجوما على الولايات المتحدة في العراق وسوريا الشهر الماضي وحده، وسط حرب غزة التي تشنها حركة حماس المدعومة من إيران. ولم تكن هناك سوى ثلاث هجمات انتقامية من الولايات المتحدة.