قال قائد القوات الجوية بالحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زاده، إن هناك احتمالا باتساع نطاق الحرب في المنطقة، وأن طهران مستعدة "لكل الاحتمالات". وفي المقابل، قال وزير الخارجية الإيراني الأسبق، محمد جواد ظريف، إن دخول إيران وحزب الله في صراع الشرق الأوسط هو "غاية آمال إسرائيل".
وقال حاجي زاده، اليوم الاثنين 13 نوفمبر (تشرين الثاني)، في إشارة إلى استمرار الصراعات في المنطقة: "اليوم امتدت الحرب ولبنان منخرط فيها. ومن الممكن أن يزداد اتساع الصراعات أكثر".
وتأتي تصريحات قائد القوات الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني، في وقت تشتد فيه الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله بالقرب من الحدود اللبنانية.
وقد أصيب 6 أشخاص بجروح في أعقاب الهجوم الصاروخي الذي شنه حزب الله على شمال إسرائيل أمس الأحد. وأفادت التقارير بأن صاروخاً مضاداً للدبابات أطلق من الأراضي اللبنانية أصاب عدة سيارات مدنية في منطقة "متولا" بالقرب من الحدود اللبنانية.
وفي المقابل، رد الجيش الإسرائيلي على تحركات حزب الله بنيران المدفعية والغارات الجوية.
ويستخدم العديد من الناشطين اللبنانيين شعار "لبنان أولا وليس الجمهورية الإسلامية" على شبكات التواصل الاجتماعي للتأكيد على ضرورة عدم دخول بيروت في صراعات إقليمية.
ويعتقد الناشطون أن ميليشيات حزب الله تسعى إلى تلبية مصالح طهران، وليس الشعب اللبناني.
وأضاف حاجي زاده أن الأميركيين لا "يهددون" إيران، لكنهم يتحدثون في مراسلاتهم مع طهران "بلغة التمنيات والطلبات".
وقبل ساعات من خطاب حاجي زاده، حذر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، من أن واشنطن لن تتردد في "اتخاذ الإجراءات اللازمة" لحماية قواتها إذا لم تتوقف هجمات الميليشيات التابعة لإيران على المواقع الأميركية في المنطقة.
هذا وقد استهدف الجيش الأميركي، الليلة الماضية، مقرين للنظام الإيراني والجماعات التابعة له في سوريا بضربات جوية. وكان الهدف من هذه العملية مركزاً تعليمياً قرب مدينة البوكمال وبيتاً آمناً قرب مدينة الميادين. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد خلفت هذه الهجمات أربعة قتلى وجرحى.
وفي الأثناء، قال محمد جواد ظريف، وزير خارجية إيران السابق، في مقابلة مع قناة "تلغرام": "لقد خدعتنا روسيا في أوكرانيا. أخذوا الطائرات المسيرة وكشفوا عن ذلك بأنفسهم، وهذا له أسباب رهيبة للغاية في حسابات التوازن النووي. الأمر دقيق بالنسبة لهم وخطير بالنسبة لنا. لكن في حالة غزة، المرشد يركز في الأمر بالكامل. وبعيدا عن مناقشة المشاكل الاقتصادية، فإن دخول إيران وحزب الله في هذه الحرب هو في الواقع غاية آمال إسرائيل".
وأضاف ظريف عام 2021، في الملف الصوتي الذي وصل إلى "إيران إنترناشيونال"، أن روسيا كانت عائقا أمام الاتفاق النووي وحاولت تدميره. كما تناول زيارة قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إلى موسكو في هذا الصدد.
وأضاف هذا الدبلوماسي السابق في تصريحاته الجديدة أن إيران ليس لديها رغبة في دخول الحرب بين حماس وإسرائيل لأن دخول طهران سيكون "على حساب حماس".
كما اعترف وزير خارجية إيران السابق، في إشارة إلى المحادثات الدولية حول الصراع في الشرق الأوسط، قائلاً: "ليس لدى أي من اللاعبين العالميين الأقوياء رغبة جدية في لعب دور إيران".
يذكر أن الاشتباكات العنيفة بين إسرائيل وحماس بدأت بعد أن قامت هذه الجماعة المسلحة- المدعومة من إيران، والتي تعتبرها دول عديدة جماعة إرهابية- بقتل 1400 شخص في هجوم مميت على إسرائيل يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ويتحدث العديد من المراقبين عن دور طهران في التخطيط لهذا الهجوم وتنفيذه، وهو الاتهام الذي نفته السلطات الإيرانية، مرارا وتكرارا.