زيارة الرئيس الإيراني إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي بعد سنوات من القطيعة بين طهران والرياض كانت لافتة في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد حيث تناولتها هذه الصحف من زوايا مختلفة.
وبينما ترى بعض الصحف أن هذه الزيارة شكلت مرحلة جديدة في العلاقات، وأنها تكشف عن متانة العلاقة بين البلدين، نجد صحفا أخرى تعتبرها بداية متواضعة لمسار طويل لحل الخلافات المتجذرة بين البلدين.
صحيفة "ستاره صبح" قالت إن الخلافات بين طهران والرياض لا يمكن حلها بمجرد زيارات عابرة وإنما يحتاج الأمر إلى مناقشة جذرية، و"وقت طويل" للتوصل إلى حلول حقيقية لهذه الخلافات.
بعض الصحف انتقدت مواقف إيران من القضية الفلسطينية حيث يعرض الساسة الإيرانيون خطة غير عملية ولا تخدم حل القضية الفلسطينية بشكل حقيقي كأن يطالبوا بالقضاء على إسرائيل وتشكيل دولة فلسطينية من البحر إلى النهر، مؤكدة أن الدول العربية في المقابل تعتقد أن خيار حل الدولتين هو الحل الأكثر واقعية لهذه القضية.
صحيفة "اعتماد" مثلا سخرت من مواقف السلطة الإيرانية، وقالت إن مواقف كثيرة في إيران تشبه "الأداء المسرحي"، مقابل الدمار والحرب الذي تعيشه غزة، حيث يكتفي المسؤولون بالادعاء بأن 8 ملايين إيراني سجلوا إلكترونيا للذهاب إلى حرب غزة لكنهم عاجزون في الوقت نفسه عن تنظيم مظاهرة مليونية كما حدث في العديد من دول العالم.
من الملفات الأخرى في صحف إيران اليوم ما تعرض له نواب إصلاحيون ومعتدلون من موجة إقصاء من قبل مجلس صيانة الدستور حرمتهم من الترشح للانتخابات البرلمانية القادمة بسبب مواقف هؤلاء النواب الحاليين تجاه الأوضاع في البلاد وانتقادهم لعدد من السياسات التي تتخذها الحكومة.
الصحف الإصلاحية مثل "اعتماد" و"سازندكي" حذرت من هذا المسار الإقصائي وتبعات ذلك على الاستقرار السياسي في البلاد.
صحيفة "جمهوري إسلامي" اعتبرت أن هذا النهج الإقصائي هو تمهيد لفرض سيطرة التيار الأصولي على المشهد السياسي الإيراني برمته وإبعاد أي توجه معارض للنهج المتشدد في إيران.
صحيفة "فرهیختكان" وهي من الصحف الأصولية، انتقدت هذه السياسة تجاه الإصلاحيين، وقالت إن ما جرى في السنتين السابقتين يتم تكراره حرفيا الآن، وحذرت من أن هذا النهج سيقود إلى خفض نسبة المشاركة في الانتخابات القادمة.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"ستاره صبح": خلافات طهران والرياض عميقة وحلها يحتاج وقتا أطول
قال الخبير السياسي قاسم محب علي في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" تعليقا على زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى المملكة العربية السعودية ولقائه بالأمير محمد بن سلمان إن "الخلافات بين طهران والرياض عميقة ويحتاج حلها إلى وقت أطول".
الكاتب لفت إلى مواقف إيران والدول العربية من القضية الفلسطينية، حيث ترى الدول العربية أن أكثر الحلول عملية وواقعية للقضية الفلسطينية هو حل الدولتين وفق حدود 1967، في حين أن إيران تريد تشكيل حكومة فلسطينية من البحر إلى النهر وهو أمر غير قابل للتحقيق حسبما يقول محب علي.
"اعتماد": أداء المسؤولين الإيرانيين تجاه غزة مسرحي
صحيفة "اعتماد" انتقدت موقف السلطة السياسية في إيران من القضية الفسطينية وقالت إن مواقف المسؤولين الإيرانيين مما يجري في غزة تشبه العرض المسرحي، حيث يقوم كل شخص بأداء دوره المكلف به ويتقاضون راتبا مقابل ذلك.
الصحيفة نوهت إلى الدمار والموت الذي ينتشر في غزة هذه الأيام، وقالت: مقابل هذه الأوضاع المأساوية نجد المواقف في إيران تشبه الأداء المسرحي، كأن يقوم النواب بتسجيل أسمائهم للذهاب إلى حرب غزة أو الادعاء بأن 8 ملايين إيراني باتوا مستعدين للذهاب والمشاركة في حرب غزة.
كاتب الصحيفة عباس عبدي سخر من هذه الدعاية وقال إن الحكومة التي تزعم أن 8 ملايين إيراني سجلوا أسماءهم للذهاب إلى غزة لم تستطع أن تجلب مليونا من هؤلاء إلى الشوارع لتنظيم مظاهرة كبيرة دعما لغزة ومعارضة للعدوان الذي يتعرض له القطاع المحاصر.
"جمهوري إسلامي": إقصاء المرشحين من الانتخابات خطير وما يجري لا مثيل له إلا في كوريا الشمالية
انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" إقصاء عدد كبير من مرشحي الانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث أبعد مجلس صيانة الدستور شخصيات مرموقة من المشاركة في هذه الانتخابات بعد أن رفض تزكيتهم.
المحرومون من الترشح كثير منهم نواب حاليون، ولديهم مواقف معارضة ومنتقدة لسياسات النظام تجاه عدد من الملفات الجدلية مثل موضوع "الحجاب الإجباري"، أو قضية "تقييد الإنترنت" التي عملت عليها الحكومة منذ اندلاع الاحتجاجات العام الماضي وقررت أن تبقي الإنترنت تحت رقابة وإشراف صارم من قبلها.
صحيفة "جمهوري إسلامي" قالت إن هذا النهج المعتمد هو عبارة عن "تفكير خطير" يهدف إلى الانفراد بالحكم من قبل تيار واحد (أصولي) وإقصاء الآخرين، موضحة أن مثل هذا الواقع لا يمكن رؤيته إلا في دول استبدادية مثل كوريا الشمالية.
وذكرت الصحيفة أن الدستور الإيراني كفل حرية التعبير وحرية التجمع وحرية ممارسة الشعائر الدينية، وبالتالي فإن تقييد هذه الحريات والحقوق يعد جريمة بموجب الدستور وما قام به مجلس صيانة الدستور مخالفة واضحة للدستور.
"هم ميهن": الشعب الإيراني فقد الثقة في التغيير عبر صناديق الاقتراع
قال المحلل السياسي صادق زيبا كلام في مقال بصحيفة "هم ميهن" إن ما عاشه الشعب الإيراني من تجربة في عهد حكومة روحاني السابقة تجعلهم يفقدون أي أمل في تحسن الأوضاع من خلال صناديق الاقتراع، حيث إن روحاني وبالرغم من تصويت 24 مليون إيراني له لم يستطع تنفيذ وعوده للناخبين، وظهر في موقف الضعيف الذي لا يملك أي سلطة مقابل الأطراف المتنفذة في صناعة القرار الإيراني.
وأضاف زيبا كلام: "كثير من الإيرانيين كانوا يأملون حدوث تغيير في تلك المرحلة، لكن لم يقع شيء في الواقع مما انعكس سريعا في الانتخابات التي تلت انتخاب روحاني رئيسا للبلاد، إذ رأينا مقاطعة كبيرة في المدن الكبرى.
الكاتب ذكر أن الإيرانيين يدركون أن رئيس الجمهورية ليست لديه صلاحيات كثيرة، ويدركون أن السلطة القضائية والأجهزة الأمنية ليست بيده، لكن الشعب كان ينتظر من روحاني أن يوضح ذلك، ويذكر أنه أراد اتخاذ قرارات عملية في موضوع رفع الإقامة الجبرية عن قادة الحركة الخضراء، لكنهم لم يسمحوا له، روحاني كان يستطيع بيان ذلك لكنه لم يفعل.