بعد نقل الناشطة الإيرانية المحبوسة الحاصلة على جائزة نوبل نرجس محمدي من السجن إلى مستشفى القلب، توجه عدد من الأصدقاء ورفاق السجن السابقين والأمهات المطالبات بتحقيق العدالة لمقابلتها، والتعبير عن دعمهم لها، إلا أن بعضهم تعرض للتهديد والاعتقال.
وكانت نوشين جعفري، السجينة السياسية السابقة، من بين الأشخاص الذين تم القبض عليهم ونقلهم إلى النيابة، يوم الأربعاء 8 نوفمبر (تشرين الثاني)، وقد تم احتجازها في النيابة عدة ساعات.
وبحسب صفحة نرجس محمدي على "إنستغرام"، تم التعرف على إحدى الأمهات المطالبات بتحقيق العدالة وتهديدها بالاعتقال فور دخولها شارع المستشفى.
وأخبرتها قوات الأمن أن لديهم مذكرة من النيابة بالقبض على كل من يقترب من المستشفى.
وفي تعليقها على هذه الحادثة، قالت نرجس محمدي: "إن خوف النظام من رؤيتي دون حجاب بين الرجال هو دكتاتورية دينية".
وقبل نقل محمدي إلى المستشفى، نشر مهدي قليان، شقيق السجينة السياسية سبيده قليان، نصا على حسابه على "إنستغرام" نقلا عن شقيقته، وكتب: "تحدثت مع سبيده قليان. وقالت إنهم يقتلون نرجس محمدي. صحيح أنه لم يمض أكثر من بضعة أيام على إضرابها عن الطعام، لكن يبدو أن جسدها لم يعد قوياً كما كان من قبل. لقد أخذوا قوتها، لكنها لا زالت صامدة".
وفي جزء آخر من هذا النص، نُقل عن سبيده قليان، المسجونة في سجن إيفين، قولها إنه "إذا لم يتم تقديم الرعاية الصحية لنرجس محمدي، فقد يبدأ عنبر النساء بأكمله في الإضراب عن الطعام".
وبحسب الإعلان الذي نشرته عائلة محمدي يوم 2 نوفمبر، فإنه في 1 نوفمبر توجه رئيس قسم الرعاية الصحية في منظمة السجون، ورئيس المركز الصحي بسجن إيفين ومساعده، وطبيب القلب من مستشفى رجايي إلى عنبر النساء في سجن إيفين لفحص محمدي، لكن بسبب عدم ارتداء نرجس محمدي الحجاب، رفض مسؤولو السجن حتى نقلها إلى المركز الصحي في السجن.
ومُنعت محمدي من الحصول على الخدمات الطبية المناسبة، ولم يتم إرسالها إلى المستشفى في 31 أكتوبر (تشرين الأول) بسبب عدم ارتدائها الحجاب.
وفي 31 أكتوبر و1 نوفمبر، اعتصمت محمدي وبعض رفاقها في ساحة سجن إيفين. وجاء هذا الاعتصام احتجاجا على منع إرسال هذه السجينة السياسية إلى مستشفى القلب لعدم ارتدائها الحجاب.
وبعد بدء إضراب هذه الناشطة المدنية المسجونة عن الطعام، تشكلت حملات لدعمها وظهرت ردود الفعل، بما في ذلك من قبل المؤسسات الحقوقية.
وأدانت منظمة "مراسلون بلا حدود" بشدة منع نرجس محمدي من الوصول إلى الخدمات الطبية، وأعربت لجنة نوبل عن قلقها البالغ بشأن صحة هذه الحائزة على جائزة نوبل للسلام.
وبعد دعم واسع النطاق لنرجس محمدي، أُرسلت أخيرًا إلى المستشفى من سجن إيفين، يوم الأربعاء، لكنها أُعيدت إلى السجن بعد ساعة.
وأعلنت المديرية العامة للسجون في محافظة طهران أنه تم إرسال نرجس محمدي إلى المستشفى، وبعد "فحوصات الدم واختبارات القلب واختبارات الرئة وتصوير الأوعية المقطعية من قبل المستشفى" تمت إعادتها إلى السجن بسبب "عدم وجود مشكلة حادة".
وقد فازت نرجس محمدي، الناشطة في مجال حقوق الإنسان المسجونة في إيفين، بجائزة نوبل للسلام لعام 2023 في 7 أكتوبر (تشرين الأول).
ووفقًا للجنة نوبل، فقد تم الاعتراف بها على أنها تستحق الحصول على هذه الجائزة بسبب كفاحها ضد القمع ضد المرأة الإيرانية وجهودها لتعزيز حقوق الإنسان والحرية للجميع.