طالبت عدة منظمات دولية بالسماح للناشطة الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، نرجس محمدي، بتلقي العلاج وذلك بعد استمرار إضرابها عن الطعام في السجن، احتجاجا على رفض السلطات الإيرانية تقديم الخدمات الطبية لها.
وأعلن الناشط السياسي وزوج نرجس محمدي، تقي رحماني، أنه على الرغم من "انسداد شرايين القلب بنسبة 50%" وأمر طبيب السجن بـ"إرسال" محمدي على الفور إلى المستشفى، فإن سلطات سجن إيفين منعت ذلك بسبب رفض هذه الناشطة الحقوقية ارتداء الحجاب الإجباري.
كما بدأت نرجس محمدي إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على هذا الفعل، وهو ما يعني، وفقًا لما قالته عائلتها، أن حالتها الجسدية ليست "مواتية".
وردا على ذلك، أعربت لجنة نوبل النرويجية للسلام عن قلقها الشديد بشأن الحالة الصحية للفائزة بجائزة نوبل للسلام لعام 2023، وطالبت النظام الإيراني باتخاذ الإجراءات اللازمة لتقديم المساعدة الطبية التي تحتاجها نرجس محمدي وغيرها من النساء المسجونات.
وكتبت رئيسة لجنة نوبل النرويجية، بريت رايس أندرسن، في هذه الرسالة: "إنه أمر غير إنساني وقاس وغير أخلاقي للغاية أن يجبر النظام الإيراني السجينات على ارتداء الحجاب من أجل نقلهن إلى المستشفى".
وأضافت أندرسن: "إن احتجاج نرجس محمدي وإضرابها عن الطعام يظهر مدى خطورة هذا الوضع بالنسبة للسجينات".
في الوقت نفسه، طالب أعضاء مجلس إدارة مؤسسة "أولاف بالمه" يوم الثلاثاء 7 نوفمبر(تشرين الثاني)، الحكومة الإيرانية باتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ حياة الحائزة على جائزة نوبل للسلام.
وطلبت مؤسسة "أولاف بالمه"، التي منحت محمدي جائزتها لعام 2023 في وقت سابق من هذا العام، في رسالة مفتوحة إلى أحمد معصومي فر، سفير إيران في السويد، توفير الرعاية الطبية اللازمة لمحمدي.
وتم نشر هذه الرسالة المفتوحة من قبل ستيفان لوفين، رئيس مجلس إدارة مؤسسة "أولاف بالمه" ورئيس وزراء السويد السابق، ويواخيم بالمه، نائب رئيس مجلس الإدارة.
وجاء في رسالة المؤسسة أن كفاح نرجس محمدي من أجل حقوق الإنسان الأساسية "حولها إلى المواطنة الإيرانية الأكثر احتراما في جميع أنحاء العالم".
كما نشرت جمعية القلم الأميركية دعوة لكتابة رسالة للتعبير عن التضامن مع نرجس محمدي وعائلتها.
وبينما أعربت هذه الجمعية عن قلقها بشأن الحالة البدنية للحائزة على جائزة نوبل للسلام، طلبت من سلطات النظام الإيراني إطلاق سراحها دون قيد أو شرط وعلى الفور.
وحذرت ناشطتان في مجال حقوق المرأة، يوم الثلاثاء 7 نوفمبر(تشرين الثاني)، من الحالة الجسدية لنرجس محمدي بعد إضرابها عن الطعام.
وذكرت الناشطة في مجال حقوق المرأة عالية مطلب زاده، الثلاثاء، أن محمدي تعاني من "الضعف والخمول" بسبب مرضها وإضرابها عن الطعام.
وكتبت السيدة مطلب زاده عبر صفحتها على موقع إنستغرام، أن نرجس محمدي "لا تستطيع" النهوض من السرير و"مسؤولو السجن والقضاء ليس لديهم موقف واحد بشأن إرسالها إلى المستشفى ولم يتخذوا أي إجراء حتى الآن".
كما نشرت صفحة نرجس محمدي على إنستغرام رسالة باسم عائلة سبيده قليان، وهي سجينة سياسية أخرى مسجونة في إيفين، جاء فيها نقلا عن قليان: "نرجس محمدي تحتضر.. إنهم يقتلون نرجس".
وقد مُنعت نرجس محمدي، في 30 أكتوبر، من الحصول على الخدمات الطبية المناسبة للمرة الثانية بسبب "عدم ارتدائها الحجاب".
وفي هذه الرسالة، ذكر ثلاثة أفراد من عائلة قليان أيضًا إضراب عدد من رفيقات نرجس محمدي وكتبوا أنه إذا لم توافق السلطات على إرسال نرجس محمدي إلى المستشفى، "فقد يدخل العنبر بأكمله في إضراب عن الطعام".
وأفادت عائلة نرجس محمدي، يوم الأربعاء 1 نوفمبر(تشرين الثاني)، أنه في يومي 30 و31 أكتوبر، اعتصم عدد من رفيقات هذه الناشطة في مجال حقوق الإنسان بساحة سجن إيفين.
هذا وقد اعتقلت نرجس محمدي عدة مرات خلال العقد الماضي، وأُعلن في أغسطس(آب) من العام الجاري عن الحكم عليها بالسجن لمدة عام آخر بسبب نشر بيان من داخل السجن، وتم رفع إجمالي مدة سجنها إلى 10 سنوات و9 أشهر بالإضافة إلى 154 جلدة.
وجاء في رسالة عائلة نرجس محمدي، التي نشرت بعد إضرابها عن الطعام، أن "العالم والشعب الإيراني قد شهدوا أن النظام الإيراني، وبطرق مختلفة، يضع النساء اللاتي يعارضن الحجاب الإجباري في موقف مخيف ومثير للقلق ويخيرهن بين "الحجاب الإجباري" أو "الموت".