قضت محكمة إيرانية بالسجن لمدة 5 سنوات ضد المواطن الفرنسي لويس أرنو، المعتقل في إيران منذ مطلع الخريف الماضي، بعد عقد عدة جلسات في المحكمة "دون حضور محاميه".
ولم تنشر السلطات القضائية الإيرانية أو وسائل الإعلام في إيران بعد معلومات حول الحكم الصادر بحق هذا المواطن الفرنسي، لكن وزارة الخارجية الفرنسية أدانت بشدة الحكم الصادر بعد إعلان والدته الحكم الصادر بحق ابنها.
وجاء في بيان وزارة الخارجية الفرنسية أن "سجن هذا المواطن الفرنسي غير مقبول، ويجب الإفراج الفوري عنه، وكذلك جميع الفرنسيين الذين تم اعتقالهم تعسفيا في إيران".
وبالإضافة إلى لويس أرنو، هناك 3 فرنسيين آخرين ما زالوا محتجزين حتى الآن في إيران، وتعتبرهم الحكومة الفرنسية على أنهم "رهائن دولة".
يذكر أن "سيسيل كولر وجاك باريس، الزوج والزوجة الفرنسيان، بالإضافة إلى مواطن فرنسي آخر لم يتم الإعلان عن هويته مطلقًا، هم المواطنون الفرنسيون المحتجزون في إيران".
وفي مايو (أيار) من هذا العام، تم إطلاق سراح برنارد فيلان، وهو مواطن فرنسي أيرلندي يبلغ من العمر 64 عامًا، وبنجامين برير، وهو رحالة فرنسي يبلغ من العمر 38 عامًا، وكانا محتجزين في سجن وكيل آباد في مشهد.
وتمكنت الباحثة الإيرانية-الفرنسية، فريبا عادلخواه- التي أطلق سراحها الشتاء الماضي ولكن لم يُسمح لها بمغادرة البلاد لعدة أشهر- أخيرا من مغادرة إيران والعودة إلى فرنسا في الأسابيع الأخيرة.
وتُتهم إيران بمحاولة ممارسة ضغوط سياسية ودبلوماسية على الدول الأخرى من خلال احتجاز مواطنين أجانب أو مزدوجي الجنسية من أجل تحقيق أهدافها.
ولطالما أدان نشطاء حقوق الإنسان سياسة "احتجاز الرهائن" التي تنتهجها إيران، ووصفوا هذه الاعتقالات بأنها "تعسفية".
وتكثفت عمليات اعتقال الرعايا الأجانب خلال احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" التي عمت البلاد، وأكدت إيران اعتقال العديد من المواطنين الغربيين منذ أوائل خريف العام الماضي.
وفي العام الماضي، ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، آن كلير ليجيندر، لأول مرة اسم المواطن الفرنسي لويس أرنو (35 عامًا)، وهو، حسب قولها، من بين "الرهائن الفرنسيين" في إيران.
وأضافت آن كلير ليجيندر: "هذا المواطن الفرنسي اعتقل يوم 28 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي خلال الاحتجاجات التي عمت البلاد"، بعد أن "سافر لإيران لأغراض سياحية".
وقالت والدة أرنو في بيان اليوم الأربعاء 8 نوفمبر (تشرين الثاني): "بدأ لويس رحلته بهدف اكتشاف التنوع الثقافي للعالم، وتوقف في إيران، البلد الذي طالما حلم بزيارته لتاريخه الغني وكرم ضيافة سكانه".
وكتبت: "هذه الإدانة تعد اعتداء على حقوق الإنسان والحريات الفردية. ومن غير المبرر أن تسجن شخصًا بريئًا. هذه الإدانة تعاقب بشكل تعسفي عاشق الثقافة والتاريخ واكتشاف بلدان جديدة".
وبينما اتهمت إيران الأجانب المعتقلين بالمشاركة في الاحتجاجات والتحريض عليها، وفقًا لوالدة أرنو، فإن "لويس كان ينسحب دائمًا من الاحتجاجات التي كانت قد بدأت للتو".
وحذرت نيومي كولر، شقيقة سيسيل كولر، يوم الاثنين الماضي، من أن شقيقتها "مرهقة" و"محبطة" في سجون إيران.
مضيفة: إنها "لا تعرف سبب وجود سيسيل كولر في السجن".
واعتقلت قوات أمن النظام الإيراني سيسيل كولر، عضوة اتحاد التعليم والثقافة في نقابة العمال الفرنسية، وزوجها جاك باري، اللذين سافرا إلى إيران بتأشيرات سياحية، في مايو (أيار) العام الماضي، تزامنا مع يوم العمال العالمي.
وأعلن النظام القضائي الإيراني أن "التحقيق مع هذين المواطنين الفرنسيين المسجونين قد انتهى، لكن الموعد الدقيق لمحاكمتهما لم يعرف بعد".
واستنادا إلى أدلة وأقوال السجناء السياسيين السابقين، تستخدم إيران التعذيب النفسي الشديد ضد السجناء الأجانب وذوي الجنسية المزدوجة.
وكشف برنارد فيلان، عندما أطلق سراحه أنه "عندما التقى لأول مرة بقاضٍ إيراني، قال للسجين السياسي، سوف تموت في السجن".