أكد المرشد الإيراني علي خامنئي، يوم الأربعاء 1 نوفمبر (تشرين الثاني)، على ضرورة "الوقف الفوري لقصف غزة"، وقال إنه يجب إغلاق طريق تصدير النفط والغذاء لإسرائيل، مطالبا الدول الإسلامية بعدم التعاون اقتصاديا مع تل أبيب.
وفي لقاء مع "مجموعة من التلاميذ وطلاب الجامعات" بمناسبة اقتراب 4 نوفمبر (ذكرى اقتحام السفارة الأميركية)، أشار خامنئي إلى الحرب بين إسرائيل وحماس، ووصفها بأنها "ساحة الحق والباطل".
والحرب التي أطلق عليها خامنئي اسم "ساحة غزة وإسرائيل" بدأت في 7 أكتوبر (تشرين الأول) هذا العام بهجوم حماس على إسرائيل. وبعد ذلك بيوم، قال غازي حمد، أحد المتحدثين باسم حماس، إن هذه المجموعة حظيت بدعم إيران في هجومها.
ومنذ الساعات الأولى بعد هذا الهجوم، اتجهت الأنظار نحو طهران، وبدأت التكهنات حول دور إيران في التخطيط لهذا الهجوم.
وأعلنت إيران على مدار العقود الماضية أنها تسعى إلى تدمير إسرائيل، فيما كثفت هجماتها اللفظية ضد تل أبيب في الأشهر القليلة الماضية.
من ناحية أخرى، بدأت إسرائيل خلال السنوات الماضية بتطبيع علاقاتها مع بعض دول المنطقة.
وقبل بدء الحرب الحالية، كانت إسرائيل والسعودية قد وصلتا إلى مراحل متقدمة من الاتفاق وتطبيع العلاقات، الأمر الذي توقف بعد هجوم حماس والهجمات المضادة التي شنتها إسرائيل.
خلال هذه الفترة، كتب عدد من وسائل الإعلام، نقلاً عن خبراء ومحللين، أن هجوم حماس على إسرائيل تم تنفيذه بدعم من إيران، وبهدف رئيسي هو منع هذا الاتفاق لتطبيع العلاقات.
وفي إشارة إلى ما أسماها "حركة الضمير الإنساني"، قال خامنئي: "انظروا ماذا يحدث في العالم؟ وفي نفس الدول الغربية، في إنكلترا وفرنسا وإيطاليا وأميركا نفسها، وفي دول مختلفة، يأتي الناس بحشود كبيرة إلى الشارع ويرددون شعارات ضد إسرائيل، وفي كثير من الحالات ضد أميركا.
وزعم أنه بهذه التجمعات "ذهبت سمعة الدول الغربية"، وليس لها علاج ولا يمكن تبريرها.
يأتي ادعاء خامنئي بشأن فقدان الغرب لسمعته بهذه المسيرات في حين أنه في إيران، منذ الأيام الأولى بعد انتصار ثورة 1979، كانت هناك مسيرات كثيرة ضد نظام الجمهورية الإسلامية أو سياسات الحكومات. وفي السنوات الماضية، جرت هذه الاحتجاجات على نطاق أوسع بهدف إسقاط النظام.
ومن أحدث الأمثلة على ذلك، الانتفاضة الشعبية للإيرانيين، والتي بدأت في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي بمقتل مهسا جينا أميني أثناء احتجازها في دورية شرطة الأخلاق، وأدت إلى مئات المسيرات الاحتجاجية في جميع المحافظات وعشرات الجامعات.
وفي مواجهة هذه الاحتجاجات، هاجم النظام الإيراني بعنف التجمعات العامة وقتل ما لا يقل عن 500 مواطن في الشوارع أو في مراكز الاحتجاز، وسجن واحتجز واستدعى آلافًا آخرين.
وخلال هذه الفترة، تشكلت تجمعات محدودة وصغيرة لمؤيدي النظام، والتي وصفها خامنئي، في خطابه يوم الأربعاء ضمناً، بأنها من عمل قوة "الباسيج".
وأشار المرشد إلى التجمعات الدولية التي عقدت في الأسابيع الثلاثة الماضية لدعم الفلسطينيين في الحرب بين حماس وإسرائيل، وقال: "هناك أحمق يقول إن تجمع الناس في إنكلترا هو من عمل إيران."
وتابع: "لعل الباسيج في لندن والباسيج في باريس هم من فعلوا ذلك؟"
وكانت صحيفة "التايمز" ذكرت في وقت سابق أن الشرطة البريطانية حذرت من أن إيران تستغل احتجاجات أنصار الفلسطينيين في بريطانيا.
وبحسب الصحيفة فإن عملاء إيران يحاولون إثارة الاضطرابات من خلال إثارة هذه الاحتجاجات.
وعلمت "التايمز" أن ضباط مكافحة الإرهاب قالوا إن طهران تحاول تصعيد التوترات في المسيرات المناهضة للقصف الإسرائيلي لغزة.
وفي جزء آخر من كلمته قال خامنئي: "الغربيون يصفون المقاتلين الفلسطينيين بالإرهابيين. هذه وقاحة".
وفي خطاب علني ألقاه الأسبوع الماضي، طلب خامنئي من "الحكومات الإسلامية" والمتحدثين السياسيين للدول ذات السكان المسلمين عدم اعتبار حماس "جماعة إرهابية"، والحرص على عدم تكرار كلمات الغربيين في هذا الصدد.