ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن العمليات السيبرانية التي قام بها قراصنة تابعون للنظام الإيراني في الأشهر الأخيرة تظهر تقدما في قدرات الاختراق لهذه الجماعة. ووفقاً لهذا التقرير، لم يسع هؤلاء القراصنة فقط إلى تعطيل الأنظمة، بل يستخدمون عملياتهم للتجسس.
وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" الثلاثاء 31 أكتوبر (تشرين الأول)، أن هذا التحليل يستند إلى بحث أجرته شركة "تشيك بوينت" الإسرائيلية الأميركية الناشطة في مجال الأمن السيبراني، حول عمليات قراصنة يرتبطون بوزارة الاستخبارات الإيرانية.
وفي العام الماضي، استهدف قراصنة يتبعون النظام الإيراني مراكز استخباراتية ودفاعية لعدد من دول المنطقة، مثل إسرائيل والسعودية والأردن، من أجل الحصول على معلومات أمنية مهمة.
وبحسب تقرير "نيويورك تايمز"، تمكن قراصنة إيرانيون من الوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني لمجموعة من أهدافهم، مثل المسؤولين الحكوميين والعسكريين وشركات الاتصالات والمؤسسات المالية.
وتتمتع البرامج الضارة التي يستخدمها هؤلاء القراصنة بالقدرة على رسم خرائط للشبكات التي اخترقها القراصنة.
ووفقا لهذا التقرير، يمكن لهذه الخرائط أن تساعد القراصنة الإيرانيين في التخطيط وتنفيذ هجمات على البنية التحتية السيبرانية لأهدافهم في المستقبل.
وكتبت شركة "تشيك بوينت" في تقريرها أن الهدف الرئيسي للعمليات السيبرانية التي تقوم بها إيران هو "التجسس"، وأن الطريقة التي يستخدمها هؤلاء القراصنة "أكثر تطوراً بشكل كبير" مقارنة بعملياتهم السابقة.
ورفض ممثل إيران في الأمم المتحدة الإجابة على سؤال حول عمليات القراصنة التابعين لطهران.
وقال وزير الدفاع الإيراني، محمد رضا أشتياني، في 24 أكتوبر: "في بيئة اليوم المعقدة، من الضروري أن يتجاوز خط دفاع البلاد الحدود الحالية... في هذا الفضاء الفكري فإن المجالات الفضائية والسيبرانية والمجالات الجديدة لها أهمية كبيرة، وينبغي إيلاء اهتمام خاص بها".
وأضاف أن أعداء إيران "يستخدمون تهديدات جديدة وغير معروفة"، ولهذا السبب "يجب على طهران أيضًا إضافة قدرات جديدة إلى الصناعة الدفاعية".
وأكدت شركة "تشيك بوينت" أن قراصنة إيرانيين نجحوا في اختراق أنظمة البنوك وشركات الاتصالات في بعض دول المنطقة مثل الأردن، والكويت، وعمان.
ولم تقدم الشركة تفسيرا بشأن البيانات التي سرقها القراصنة الإيرانيون، ولم تحدد الأنظمة الإسرائيلية التي استهدفتها العمليات السيبرانية للنظام الإيراني.
وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي، أنه في الأشهر الأخيرة، تم تنفيذ هجمات شنتها مجموعة قرصنة تسمى "ذيل الأسد" ضد المؤسسات الحكومية والمحلية الإسرائيلية.
ووفقا لما قاله هذا المسؤول، قام جهاز الأمن الإسرائيلي (الشاباك) والمديرية السيبرانية الوطنية في هذا البلد بتحديد وإدارة الهجمات.
وقال مسؤول إسرائيلي آخر إن "ذيل الأسد" هي واحدة من 15 مجموعة مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالحرس الثوري الإيراني أو وزارة الاستخبارات الإيرانية.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه في الأشهر الأخيرة، حاول قراصنة تابعون لإيران، وحماس، وحزب الله، اختراق كاميرات المراقبة، وخاصة كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة غير الحكومية بالقرب من الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
تجدر الإشارة إلى أن الإدارة السيبرانية الوطنية الإسرائيلية أصدرت، في 16 أكتوبر، إشعارًا يحذر من إمكانية اختراق كاميرات المراقبة المنزلية من قبل منظمات معادية، وطلبت من مواطني هذا البلد اتخاذ إجراءات احترازية بشأن هذه الأجهزة.