أخيرا وبعد أسابيع، أعلنت السلطات الإيرانية رسميا وفاة المراهقة أرميتا غراوند (16 عاما) بعد 28 يومًا من تلقي العلاج في المستشفى في وحدة العناية المركزة، وذلك على خلفية الاعتداء عليها من قبل "ضباط الحجاب" لعدم ارتدائها الحجاب وفق مقررات السلطة الحاكمة.
وفاة غراوند أخذت صدى واسعا في تغطية الصحف الصادرة اليوم والتي انتقدت حالة الرقابة والتعتيم التي فرضتها السلطات على الموضوع، وذلك منعا لانتشار تفاصيل القضية وملابسات الموضوع. وقد وصف نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي وفاة غراوند بأنها "جريمة قتل أخرى لطفلة من أجل فرض الحجاب الإجباري".
صحيفة "سازندكي" انتقدت عدم نشر السلطات لكامل مقاطع الفيديو منذ لحظة دخول الفتاة المراهقة إلى المترو وحتى لحظة سقوطها، مؤكدة أنها كانت عند دخولها إلى المترو لم ترتد الحجاب الإجباري، الأمر الذي يعزز فرضية تعرض "ضباط الحجاب" لها والاعتداء عليها، مما أدى إلى سقوطها بعد لحظات وغيابها عن الوعي.
ومن الملفات الأخرى التي كانت حاضرة بقوة في تغطية الصحف الصادرة اليوم الأحد موضوع الصراع بين إسرائيل وحماس والمواقف الدولية والمحلية من الأحداث والسيناريوهات المرتقبة لهذه الأحداث.
صحيفة "هم ميهن" نقلت عن الناشط السياسي الإصلاحي أحمد زيد آبادي قوله إن كل المؤشرات تدل على عزم إسرائيل والدول الغربية القضاء على حماس بعد هجومها المفاجئ على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) معتقدا أن فرص بقاء الحركة محدودة للغاية ومن المحتمل جدا أن تغتال إسرائيل كافة قيادات الحركة وتنهي وجودها في القطاع.
الصحف المقربة من النظام مثل "جوان" ربما تكون قد صدمت من عدم اندلاع احتجاجات شعبية في إيران للتضامن مع القضية الفلسطينية كما حدث في معظم دول العالم الإسلامي والغربي، لهذا اكتفت هذه الصحف بنقل صور مقاطع هذه المظاهرات في لندن والمدن العالمية الأخرى.
وفي شأن اقتصادي، علقت بعض الصحف على انعكاسات حرب غزة وتوتر العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية على الاقتصاد الإيراني، حيث شهدت أسواق العملة والذهب والبورصة خسائر ملحوظة في الأيام القليلة الماضية.
سعر الدولار في السوق الحرة، بلغ أمس السبت 28 أكتوبر (تشرين الأول)، إلى مستوى أعلى من 52 ألف تومان.
كما علقت صحيفة "مردم سالاري" على خسائر البورصة أمس السبت وأشارت إلى انسحاب رأس المال الحقيقي من السوق، لثامن يوم عمل على التوالي. وفي المجمل، تم سحب 1200 مليار تومان من الأموال الحقيقية من السوق. كما خسر إجمالي مؤشر سوق الأسهم أكثر من 2.5 في المائة من قيمته، بانخفاض قدره 50 ألف وحدة. الصحيفة عنونت في مانشيتها وكتبت: "يوم السقوط الكبير في سوق بورصة طهران".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"اعتماد": المواطنون لا يثقون في رواية النظام حول حادثة المراهقة أرميتا غراوند
قال الكاتب والناشط الإصلاحي عباس عبدي في مقال بصحيفة "اعتماد" تعليقا على خبر وفاة المراهقة أرميتا غراوند إن المواطن الإيراني لا يثق برواية النظام حول هذا الموضوع ويتساءل الشارع إذا كان النظام بريئا فلماذا تدخل بكل قوة في هذه القضية وحاول إدارتها بحيث يمنع أي احتمالية بأن تؤدي الحادثة لمظاهرات واحتجاجات.
الكاتب أشار إلى ما قامت به السلطة من تعتيم ومنع لانتشار الأخبار حول الحادثة من قبل الصحافة المستقلة، معتقدا أن هذه الممارسات خلقت حالة من عدم الثقة برواية النظام وما يصدر عنه حول الموضوع، وأضاف أن أفضل الحلول لإعادة الثقة للشارع هو السماح بتشكيل منظومة إعلامية مستقلة.
ونوه عبدي إلى اعتقال أحد الصحافيين في اليوم الأول من الحادثة بعد محاولته إعداد تقرير حول الموضوع كما مُنع الصحافيون الآخرون من الاقتراب من الموضوع وتغطيته واحتكرت السلطة الرواية لنفسها ما جعل الشارع يرفضها بشكل قاطع.
"هم ميهن": ازدواجية إيران في التعامل مع إسرائيل والقضية الفلسطينية
في مقاله بصحيفة "هم ميهن"، رأى الناشط الإصلاحي أحمد زيد آبادي أن حركة حماس لم يعد لها أمل في البقاء وأن إسرائيل عازمة على القضاء عليها وإنهاء وجودها في قطاع غزة، لافتا إلى أن حماس ليس لديها حلفاء سوى "حزب الله" وبعض الجماعات الإيرانية والعراقية، فلا توجد دولة عربية تدعم الحركة.
ورأى أن أغلب قيادات حماس ستتم تصفيتهم في الفترة القادمة ولا أمل في بقاء الحركة وصمودها.
وعن طبيعة العلاقة أو المواجهة بين إيران وإسرائيل، قال زيد آبادي إن استمرار إيران في نهجها تجاه إسرائيل واعتمادها خطاب القضاء على وجود إسرائيل لن يخدم القضية الفلسطينية بشيء وعلى إيران الابتعاد عن الخطاب المزدوج.
وأضاف زيد آبادي: "إيران تقول على مستوى الخطاب الدولي إنها تريد تطبيق قرارات الأمم المتحدة لكن في الداخل تنشر خطاب القضاء على إسرائيل".
"جهان صنعت": الدول غير النفطية تتقدم على إيران في الناتج القومي للفرد
قارنت صحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية بين الوضع الاقتصادي في إيران ودول غير نفطية مثل بنغلاديش وفيتنام. وأشارت إلى أن هذه الدول أصبحت تملك ناتجا قوميا للفرد أكثر من إيران. وتساءلت بالقول: "ماذا فعلوا بإيران الثرية؟".
وأضافت الصحيفة: "إذا فحصنا الاقتصاد الإيراني فلن نجد سوى الكارثة بالمعنى التام للكلمة"، مؤكدة أن هذه الكارثة تفوق كل شيء في الاقتصاد الإيراني وهي جلية للعيان لكن المسؤولين وصناع القرار في إيران لا يقبلون هذه الحقائق أو يقولون إن هذا الخراب في الاقتصاد هو نتيجة لمساعي إيران من أجل استقلالية قرارها ومواجهة الولايات المتحدة الأميركية.
وانتقدت الصحيفة مثل هذه التبريرات الواهية وقالت متى سألتم الشعب لكي يقبل دفع مثل هذه الفاتورة في سبيل مواجهة أميركا؟