اتهمت الولايات المتحدة إيران بـ "تسهيل" الهجمات ضد القوات الأميركية في الشرق الأوسط، وأعلنت أنها مستعدة "للرد بشكل حاسم" على النظام الإيراني. وذلك في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف بشأن تصاعد التوترات في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وفي إشارة إلى "زيادة الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التي تشنها جماعات بالوكالة مدعومة من إيران" على القواعد العسكرية الأميركية في العراق وسوريا حيث يتمركز أفراد أميركيون، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير: "نشعر بقلق عميق بشأن احتمال تصعيد كبير لهذه الهجمات في الأيام المقبلة".
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، للصحفيين في البيت الأبيض: "تواصل إيران دعم حماس وحزب الله، ونعلم أن طهران تراقب هذه الأحداث عن كثب وفي بعض الحالات "تسهل" هذه الهجمات بشكل فعال، وتستفز الآخرين الذين قد يرغبون في استخدام الصراع لمصلحتهم الخاصة أو لمصلحة النظام الإيراني".
كما أشار إلى نية إيران "الحفاظ على مستوى من الإنكار"، وقال إن واشنطن لن تسمح لطهران بفعل مثل هذا الشيء.
ونقلت شبكة "سي إن إن" في غضون ذلك، عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الولايات المتحدة لديها معلومات تظهر أن الميليشيات المدعومة من إيران تخطط لتكثيف هجماتها ضد القوات الأميركية في الشرق الأوسط. وبحسب ما قاله هؤلاء المسؤولون، يبدو أن طهران تشجع هذه الجماعات على تكثيف هجماتها.
وحذّر مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية، خلال حديثه لشبكة "سي إن إن"، من تصعيد حاد للتوترات ضد القوات والأفراد الأميركيين على المدى القصير"، مضيفا: اسمحوا لي أن أقول بوضوح إن هذا الأمر يعود إلى طهران، حيث تقدم إيران المساعدات المالية والأسلحة والمعدات والتدريب للميليشيات والقوات الوكيلة في جميع أنحاء المنطقة. نحن نستعد لتصعيد الوضع سواء على مستوى الدفاع عن قواتنا أو الاستعداد للرد الحاسم.
وفي وقت سابق، أعلنت القيادة المركزية الأميركية أنها دمرت طائرتين مسيرتين هجوميتين في وقت مبكر من صباح الإثنين قبل الوصول إلى أهدافهما المقصودة بالقرب من مقر القوات الأميركية في جنوب غرب سوريا.
وخلال الأسبوع الماضي، تعرضت قاعدة عين الأسد غربي العراق وقاعدة الحرير في محافظة أربيل شمال البلاد وقاعدة عسكرية بالقرب من مطار بغداد لهجمات صاروخية وطائرات مسيرة.
ومع ذلك، قال المتحدث باسم البنتاغون، باتريك رايدر، إن الولايات المتحدة لم تر إيران تأمر صراحة هذه الجماعات بالهجوم. وقال: "لم نر أمرا مباشرا من خامنئي بالذهاب والقيام بذلك".
وفي إشارة إلى دعم إيران لوكلائها في الشرق الأوسط، قال المتحدث باسم البنتاغون إن الولايات المتحدة تحمل إيران في نهاية المطاف مسؤولية الهجمات ضد القوات الأميركية في المنطقة.
وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميللر، في تصريحات مماثلة، عن قلقه إزاء تزايد هجمات الميليشيات المدعومة من إيران في المنطقة، وقال: "نحمل طهران مسؤولية هذه الهجمات، وكما ذكرنا سابقا نحن نستعد لهذه الهجمات وإذا لزم الأمر فنحن متأهبون للرد عليها".
وقال وزير خارجية إيران، حسين أمير عبد اللهيان، في مؤتمر صحفي: "لقد أرسلت لنا أميركا رسالة مرتين على الأقل لها محوران؛ لقد أعلنوا أنهم لا يرغبون في توسيع نطاق الحرب وطلبوا منا ممارسة ضبط النفس، ودعوة الأطراف الأخرى إلى ممارسة ضبط النفس أيضا".
تأتي هذه التصريحات في ظل استمرار الاشتباكات بين حماس وإسرائيل من جهة، وحزب الله اللبناني وإسرائيل من جهة أخرى، حيث تزايدت التكهنات حول إمكانية انتشار الحرب في المنطقة.
وفي هذا السياق، قال مايكل إدلشتاين، وهو ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي، لشبكة "سكاي نيوز"، في إشارة إلى هجوم حماس على إسرائيل: "لدينا أدلة على تورط إيران"، مضيفًا: "لا أستطيع أن أشرح الكثير، لكنك تفهم ما أعنيه. ليس فقط بالمعدات، بل أكثر من ذلك".
وبحسب "سكاي نيوز"، فإن تصريحات هذا الضابط تتجاوز تصريحات سابقة لمسؤولين حول حقيقة أن النظام الإيراني يقدم الدعم العسكري والمالي لحركة حماس منذ فترة طويلة.