نشرت صحيفة "دنياي اقتصاد"، الثلاثاء 24 أكتوبر (تشرين الأول)، تقريراً أكدت فيه أن المستشفيات الإيرانية أصبحت في وضع "طارئ وحرج" بسبب النقص الحاد في أعداد الممرضين، مشيرة إلى أن حالة المرضى أصبحت "حرجة"، وأنه يجب أن يدق ناقوس الخطر.
ونقلت "دنياي اقتصاد" عن الناشط النقابي في التمريض، الذي أشارت إليه باسم "عنايتي"، قوله إنه في بعض المستشفيات، تعمل ممرضتان في جناح واحد لرعاية 35 مريضا.
وبحسب قوله، فإن النقص الحاد في عدد العاملين في المستشفيات الإيرانية هو إحدى عواقب فيروس كورونا، وبطالة الممرضين بعد انحسار الموجة.
وقال عنايتي إنه مع هذه البطالة، لم تتعرض حياة الممرضين فقط للتحديات، بل تعرضت حياة المرضى للخطر أيضًا.
وفي نهاية أغسطس (آب) من هذا العام، أعلن عباس عبادي، مساعد وزير الصحة لشؤون التمريض، عن نقص يصل إلى نحو 100 ألف ممرض جديد.
وقال عبادي إن العدد الحالي للممرضين في إيران يبلغ 215 ألف شخص.
وتوجهت "دنياي اقتصاد" في تقريرها إلى 3 مستشفيات في أقسام العدوى والقبالة والإنعاش، والتي تواجه أزمة نقص في الممرضين.
إحدى ممرضات قسم القبالة أصبحت مسؤولة عن 15 مريضاً خلافاً للمعايير الدولية. وقالت هذه الممرضة إن حقيقة اعتقاد الكثير من الناس أن الممرضات "سيئات المزاج" هي بسبب مسؤوليتهن المفرطة تجاه هذا العدد من المرضى.
وتقول البروتوكولات الدولية إن نسبة الممرضين إلى أَسِرة المستشفيات تبلغ نحو "اثنين ونصف" في المتوسط، لكن في إيران لا يوجد سوى "0.8" ممرض لكل سرير.
وقال مساعد وزير الصحة مؤخرًا إنه في بعض مناطق إيران، يصل متوسط نسبة "الممرضين إلى الأَسِرة" إلى 0.6، وهو رقم بعيد عن المعايير الدولية.
العمل الإضافي الإجباري
وقالت قابلة لصحيفة "دنياي اقتصاد" إنها وزملاءها يجب أن يعملوا في نوبات عمل مدتها 130 ساعة شهريًا، وأن يحصلوا على عمل إضافي إجباري مدته 150 ساعة.
ووفقا لما ذكرته هذه القابلة، مع هذا الإجبار، فإنهن يقمن بالعمل الإضافي بقدر شخص آخر، وفي معظم الأحيان، لا يُسمح لهن باستخدام 30 يومًا من الإجازة السنوية.
وقال محمد شريفي مقدم، السكرتير التنفيذي لدار التمريض، في أغسطس (آب) هذا العام، إنه بسبب نقص الممرضين، تجبر المستشفيات الممرضين على العمل الإضافي بأجور زهيدة، والتي تعادل في المؤسسات الحكومية ما بين 16 إلى 20 ألف تومان في الساعة.
ووفقا لما قاله شريفي، لدينا ممرضون "يعملون 100 ساعة ويتقاضون أجرا مقابل 80 ساعة"، لكن هذه المبالغ الصغيرة من العمل الإضافي يتم دفعها أحيانا بعد 5 أو 6 أشهر.
ووفقا للتقارير، يتراوح الراتب الشهري للممرض بين 10 و12 مليون تومان، ولكن يتم دفع ما بين 1 إلى 2 مليون تومان فقط للممرضين مقابل العمل الإضافي القسري، والذي يعتبر نوبة منفصلة.
وبحسب ما قاله شريفي مقدم، فإن رفض وزارة الصحة تعيين موظفين رسميين خلال العامين الماضيين ورفض خريجي التمريض العمل بعقد شركة بسبب رواتبهم المنخفضة، دفع المستشفيات إلى استغلال طواقمها الحالية.
قلة خبرة الممرضين وزيادة الهجرة
وفقا لتقرير "دنياي اقتصاد"، فإن إحدى المخاوف التي تواجه الممرضين هي قلة الخبرة.
وقالت إحدى القابلات إن سبب هذه الظروف هو التوظيف خارج عملية اختبار التوظيف والدورات العملية والمقابلة، وقالت إن ذلك تسبب في زيادة عدد الأخطاء الطبية والوفيات.
ويأتي ظهور هذه الأزمة في ظل مرور أكثر من عامين على آخر تعيين لوزارة الصحة.
وبحسب تقرير الناشطين النقابيين، فإن عدد الممرضين يتناقص كل عام بسبب التقاعد أو ترك العمل أو الهجرة.
وقال محمد ميرزابيكي، رئيس منظمة نظام التمريض في البلاد، مؤخرًا إن ما بين 5 إلى 6 ممرضين يهاجرون من البلاد يوميًا، وما بين 100 و150 ممرضا شهريًا.
ويقدر بعض الأشخاص هذه الإحصائية بأكثر من ذلك لأنه ربما لا يحصل العديد من الممرضين على شهادة.
وفي شتاء العام الماضي، أفادت بعض المصادر أن نحو 3 آلاف ممرض وممرضة يهاجرون من البلاد كل عام.
ووفقا للإحصاءات الرسمية، يذهب حوالي 1200 إلى 1500 ممرض وممرضة من إيران إلى بلدان أخرى كل عام. وقد زاد عدد الممرضين المهاجرين إلى الدول الخليجية بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية.
وتتنوع وجهات الممرضين والممرضات الإيرانيات من الدول المجاورة مثل كازاخستان وقطر وأربيل، في كردستان العراق، إلى الدول الأوروبية والأميركية.
كما قام عدد من الممرضين الآخرين بتغيير وظائفهم وذهبوا إلى أعمال البناء، والعمل في سيارات الأجرة، وقيادة الحافلات، والمخابز، وما إلى ذلك.