في جلسة عاصفة بمجلس الأمن، وجّه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش انتقادات حادة لإسرائيل، بسبب استمرار غاراتها الجوية دون انقطاع على قطاع غزة، فيما طالب المندوب الإسرائيلي بالأمم المتحدة باستقالة غوتيريش، في الوقت الذي حذر أنتوني بلينكن إيران من الانضمام للحرب.
وفي جلسة عقدها مجلس الأمن بشأن الحرب في غزة، الثلاثاء 24 أكتوبر (تشرين الأول)، خاطب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إيران بشأن الهجمات الأخيرة على القوات الأميركية في المنطقة: "لا ترتكبوا أي خطأ، أميركا لا تسعى إلى صراع مع طهران".
وقال بلينكن: "إذا هاجمتنا إيران أو وكلاؤها، فسندافع بسرعة وحسم عن أمننا... واشنطن سترد بحسم على أي تهديد لمصالحها". مضيفا: " أقول لإيران لا تفتحوا جبهة جديدة في النزاع الجاري في المنطقة".
وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن أي نزاع واسع النطاق ستكون له تداعيات وخيمة على المنطقة وعلى العالم.
من جانبه دعا جوني إرنست، العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ الأميركي، إلى تجميد 6 مليارات دولار من أصول إيران المحررة مؤخرا، مشيرا إلى الهجمات ضد القوات الأميركية في المنطقة، وكتب: "حان الوقت لإنهاء الاسترضاء ومحاسبة إيران".
كما كتب جيمس لانكفورد، السيناتور الجمهوري الأميركي، على حسابه في "X": "النظام الإيراني يدعم الإرهابيين في جميع أنحاء العالم منذ عقود؛ كفى! يجب على أميركا أن تجمد رسميًا مبلغ الـ6 مليارات دولار الذي أفرجت عنه إدارة بايدن لإيران".
انتقادات حادة لإسرائيل
فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، في نيويورك، إن "حماية المدنيين لا تعني إصدار الأوامر لأكثر من مليون شخص بإخلاء منازلهم والاتجاه جنوباً؛ حيث لا يوجد مأوى ولا غذاء ولا مياه ولا دواء ولا وقود، ثم الاستمرار في قصف الجنوب نفسه".
واعتبر غوتيريش أن الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على مستوطنات وبلدات غلاف غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) "لم يحدث من فراغ"، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرض لاحتلال مستمر منذ أكثر من 75 عاما،
وأضاف: "لقد تعرض الشعب الفلسطيني لاحتلال خانق على مدار 56 عاما، ورأوا أراضيهم تلتهمها المستوطنات وتعاني العنف، خُنِقَ اقتصادُهم، ثم نزحوا عن أراضيهم، وهُدمت منازلهم، وتلاشت آمالهم في التوصل إلى حل سياسي لمحنتهم".
وفي إشارة إلى حركة "حماس"، ندد الأمين العام باستخدام المدنيين دروعاً بشرية، وأكد إدانته القوية للهجمات التي شنتها الحركة على إسرائيل، قائلاً إنها غير مبررة. وذكر أن "المظالم المشروعة للشعب الفلسطيني لا يمكن أن تبرر الهجمات المروعة من جانب (حماس)، كما أن هذه الهجمات المروعة لا يمكن أن تبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".
إسرائيل تطالب الأمين العام للأمم المتحدة بالاستقالة
ودان وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الانتقادات التي وجهها غوتيريش لحملة القصف الإسرائيلية على غزة، وقال: "سيدي الأمين العام، في أي عالم تعيش؟".
كما طالب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، غلعاد إردان، باستقالة غوتيريش. وقال إردان على منصة "إكس": "أمين عام الأمم المتحدة، الذي يبدي تفهماً لحملة القتل الجماعي للأطفال والنساء وكبار السن، ليس مؤهلاً لقيادة الأمم المتحدة".
إسرائيل تحذر إيران وحزب الله من "اللعب بالنار"
في غضون ذلك حذر الرئيس الإسرائيلي، إسحق هرتزوغ، في لقاء مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، من أن حزب الله و"إمبراطورية الشر" التي تدعم هذه الجماعة "يلعبان بالنار"، فيما قال رئيس البنك الدولي، أجاي بانغا، إن الحرب بين إسرائيل وحماس يمكن أن توجه ضربة خطيرة لتطور الاقتصاد العالمي.
وقال هرتزوغ إن إسرائيل لا تريد مواجهة عسكرية على حدودها الشمالية مع لبنان، لكن إذا دخل حزب الله الحرب فإن "لبنان سيدفع الثمن".
وفي لقائه مع هرتسوغ، قال ماكرون إن ضحايا هجوم حماس قتلوا فقط لأنهم "يهود".
وأكد أن فرنسا لن تترك إسرائيل وحدها في الحرب ضد الإرهاب.
وعقب زيارات زعماء دول مختلفة لإسرائيل، وصل ماكرون إلى تل أبيب اليوم، الثلاثاء 24 أكتوبر (تشرين الأول)، لإعلان التضامن مع الدولة العبرية.
والتقى ماكرون خلال هذه الزيارة ببنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، بالإضافة إلى عائلات المواطنين الفرنسيين الذين قتلوا أو أسروا خلال هجوم حماس.
وقال ماكرون إن ما فعلته "حماس" أدى إلى كارثة إنسانية للفلسطينيين ومأساة للإسرائيليين، مؤكداً أن حماس لا تمثّل الشعب الفلسطيني.
وأضاف ماكرون، بعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس غربي إلى فلسطين منذ حرب 7 أكتوبر: "نُفكّر بالضحايا في غزة.. أرى معاناة المدنيين في غزة وليس هناك ما يبرر ذلك".
من جهته، شدّد عباس أنّه "لن نقبل بمزيد من الحلول الأمنية والعسكرية التي تُسهم في التصعيد وقد تدفع المنطقة إلى حرب إقليمية أو حتى عالمية"، مناشداً ماكرون بـ"وقف هذا العدوان على غزّة".
استمرار الصراع بين حماس وإسرائيل
ودعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، مرة أخرى سكان شمال قطاع غزة إلى مغادرة المنطقة.
وأضاف أن المساعدات الإنسانية ستكون متاحة للفلسطينيين في جنوب غزة بالتعاون مع مصر وأميركا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الثلاثاء 24 أكتوبر (تشرين الأول)، أنه استهدف 400 موقع لمسلحي حركة حماس في هجماته على قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وذكرت صحيفة "هآرتس" أن صافرات الإنذار من خطر وقوع هجوم صاروخي انطلقت في المناطق القريبة من حدود قطاع غزة صباح اليوم الثلاثاء. في الوقت نفسه، أعلن الجيش الإسرائيلي أن عدد الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة باتجاه إسرائيل انخفض في الأيام الأخيرة.
وأكد موقع "واي نت" أن قوات الأمن الإسرائيلية اعتقلت عدنان حمارشة، القيادي البارز في حركة حماس، في مدينة جنين.
وبحسب مصادر فلسطينية فقد أسفرت الاشتباكات بين حماس وإسرائيل حتى الآن عن مقتل أكثر من 5000 فلسطيني و1400 إسرائيلي. وقد أصيب ما لا يقل عن 15.000 فلسطيني و5.000 إسرائيلي في هذه الاشتباكات.
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن 6 من موظفيها قتلوا في الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة في 23 أكتوبر.