أبلغت وسائل إعلام ومسؤولون في طهران عن استمرار أزمة حصة إيران من مياه نهر هلمند الذي ينبع من جبال أفغانستان، على الرغم من مرور شهر من العام المائي الجديد.
ونقلت وكالة "تسنيم" للأنباء، التابعة للحرس الثوري الإيراني، عن المتحدث باسم قطاع المياه في إيران، فيروز قاسم زاده، اليوم الاثنين 23 أكتوبر (تشرين الأول) قوله: "على الرغم من مرور شهر على العام المائي الجديد، لم يتم إعطاء أي حصة لإيران من مياه نهر هلمند".
وبحسب "تسنيم"، ادعى قاسم زاده أن "لدينا حاليا في محافظة بلوشستان أكثر مشاريع المياه نشاطا، ومن حيث تركيز القوى العاملة، فإن التركيز الأكبر في هذه المحافظة، لعدم مواجهة تحديات بشأن إمدادات المياه". ومع ذلك، لم يوضح خطط حكومة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، لأخذ حصة إيران من مياه نهر هلمند.
يشار إلى أن مسألة حصة إيران من مياه نهر هلمند ظلت محل خلاف بين السلطات الإيرانية والأفغانية لسنوات. لكن الخلاف اشتد مع وصول طالبان إلى السلطة مرة أخرى في أفغانستان، وكان هناك في الأشهر الأخيرة نزاع شفوي بين مسؤولي البلدين.
ومن جهته، أشار الرئيس التنفيذي لشركة إدارة الموارد المائية الإيرانية قبل بضعة أشهر، إلى زيارة الوفد الفني الإيراني إلى أفغانستان للتفاوض على حصة إيران من مياه نهر هلمند، قائلا إن "طالبان الأفغانية لم تسمح للفريق الفني الإيراني بزيارة سد كجكي". في حين انتقد العديد من الناشطين وحتى بعض وسائل الإعلام ما سموه تقصير النظام الإيراني في هذا الصدد.
وفي حين حذر نواب محافظة بلوشستان في البرلمان الإيراني مرارا من وضع المياه في المحافظة، فإن الفشل في الحصول على حصة إيران من مياه نهر هلمند، زاد من أزمة المياه هناك.
وقال قاسم زاده حول حل هذه الأزمة إن "الحكومة تتجه نحو المزيد من استغلال المياه الجوفية"، مضيفًا: "مشاريع المياه الجوفية في مرحلة الدراسة، وتم حتى الآن حفر 4 آبار".
ويبدو أن "هذه المشاريع الحكومية ليست واعدة جداً، بل أثارت انتقادات من وسائل الإعلام التابعة للنظام".
وانتقدت صحيفة "همشهري" التابعة لبلدية طهران تصرفات النظام الإيراني بهذا الخصوص، في خبر بعنوان "القبعة الفضفاضة التي وضعتها طالبان على رأس إيران". وكتبت الصحيفة: "حصة إيران من مياه نهر هلمند مطلب قانوني لإيران من أفغانستان، وكان من المفترض أن تعرف السلطات الإيرانية كمية المياه في سد كجكي خلال الزيارة، لكن مسؤولي طالبان منعوا بذكاء زيارة الوفد الإيراني خلال موسم وفرة المياه، وسمحوا بالزيارة في أسوأ وقت ممكن من حيث الموارد المائية".
وفي وقت سابق، اتهم الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، صناع السياسة الخارجية في النظام الإيراني بـ"الخوف" من حركة طالبان، قائلًا إن "حصة إيران من مياه نهر هلمند خُصصت لـ"زراعة الخشخاش".
وقال فلاحت بيشه لموقع "رويداد 24" يوم 27 مايو (أيار)، إن "أكثر صناع السياسة الخارجية خوفًا في البلاد هم الذين يعملون في موضوع أفغانستان، الأمر الذي فرض في الواقع نوعا من الخوف على سياسة البلاد الخارجية تجاه أفغانستان".
تجدر الإشارة إلى أن إيران، التي تخضع لأشد العقوبات الدولية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، والقضايا العسكرية، والنووية، تعتبر حركة طالبان شريكا تجاريا. وأظهرت الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصناعة والتعدين والتجارة الإيرانية في العام الماضي، أن "أفغانستان أصبحت أكبر مستثمر أجنبي في إيران، في النصف الأول من ذلك العام".