ذكرت صحيفة "التلغراف" البريطانية أنه في أعقاب اتهام النظام الإيراني بـ"التواطؤ" في المذبحة التي راح ضحيتها 1400 شخص في إسرائيل على يد حماس، طلبت وزارة الخارجية الأميركية من المملكة المتحدة إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الجماعات الإرهابية.
وكتبت هذه الصحيفة اللندنية في تقريرها، أمس السبت 21 أكتوبر (تشرين الأول)، أن طلب حكومة جو بايدن هذا من حلفائها جاء بسبب ارتباط الحرس الثوري بالإرهاب حول العالم.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أدرجت، في وقت سابق، الحرس الثوري الإيراني في قائمة الجماعات الإرهابية الأجنبية خلال رئاسة دونالد ترمب.
وقال مصدر حكومي بريطاني لم يذكر اسمه لصحيفة "التلغراف" إن بعض كبار المسؤولين الأميركيين حثوا نظراءهم البريطانيين بشكل خاص على أن تتخذ لندن إجراءات مماثلة لما اتخذته واشنطن بشأن الحرس الثوري الإيراني.
وذكرت صحيفة "التلغراف" أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميللر، قال: "نعتقد تمامًا أن الدول الأخرى يجب أن تصنف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية".
وأضاف: "وهذا الموقف أوضحناه مرات عديدة. إنهم يمولون الأنشطة الإرهابية، ويفعلون ذلك في جميع أنحاء العالم، ونعتقد أن الدول الأخرى يجب أن تفعل ذلك للتعرف عليهم".
وسيزيد هذا الموقف الرسمي للولايات المتحدة الضغط على حكومة لندن بعد أن طلب كثير من الأعضاء المحافظين في البرلمان البريطاني من رئيس الوزراء، ريشي سوناك، علنًا اتخاذ مثل هذا الإجراء الأسبوع الماضي.
وتأتي دعوة أميركا العلنية لتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، في حين قالت وزارة الخارجية الأميركية في فبراير (شباط) إن هذا الإجراء مناسب لكل دولة على أساس مصالحها الخاصة.
وفي يوم الخميس 20 أكتوبر (تشرين الأول)، قال روبن سيمكوكس، رئيس لجنة مكافحة التطرف في المملكة المتحدة، إنه "من غير المستدام" أن يظل أعضاء هذه المنظمة ومؤيدوها قانونيين.
وقال وزير الدفاع البريطاني السابق، ليام فوكس، الذي ناضل منذ فترة طويلة من أجل تصنيف الحرس الثوري الإيراني مجموعة إرهابية، لصحيفة "التلغراف": "لا يمكن أن تكون وجهة نظر الحكومة الأميركية أوضح من أنها تتوقع من حلفائها التحرك بسرعة لفرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني".
وأضاف فوكس، الذي يرأس مجموعة اتفاق إبراهيم في المملكة المتحدة: "إذا أردنا الحفاظ على نفوذنا في المنطقة، فيجب أن لا يُنظر إلى بريطانيا على أنها دولة بطيئة الحركة".
يشار إلى أن الحرس الثوري الإيراني تأسس كمدافع آيديولوجي عن الثورة الإيرانية عام 1979، لكنه أصبح منذ ذلك الحين قوة عسكرية وسياسية واقتصادية كبرى في البلاد.
وقال أعضاء كبار في حماس لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن ضباط الحرس الثوري الإيراني كانوا يعملون مع الجماعة منذ أغسطس (آب) الماضي للتخطيط لهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول).
وقال علي فدوي، مساعد القائد العام للحرس الثوري الإيراني: "إن ضربات جبهة المقاومة ضد إسرائيل ستستمر حتى يتم استئصال هذا "الورم السرطاني من خريطة العالم".
هذا ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية تقديم تفاصيل حول "المحادثات الخاصة" التي أجرتها الولايات المتحدة مع الحلفاء الأوروبيين فيما يتعلق بإيران في مؤتمر صحافي يوم 10 أكتوبر (تشرين الأول)، لكن مصدرًا في الحكومة البريطانية قال لصحيفة "التلغراف" إن بعض المسؤولين الأميركيين، رغم احترامهم للسيادة الوطنية البريطانية، شجعوا بشكل مباشر نظراءهم البريطانيين على إدراج الحرس الثوري في قائمة الجماعات الإرهابية.
وحذر رئيس الوزراء البريطاني من أن إسرائيل تواجه الآن تهديد حزب الله على حدودها الشمالية بعد هجوم حماس.
وبعد لقائه مع زعماء إسرائيل ومصر والمملكة العربية السعودية وقطر والسلطة الفلسطينية، كتب رئيس الوزراء البريطاني إلى صحيفة "التلغراف": "هذه المذبحة غذتها الكراهية الشريرة. لكن المذبحة كانت مدفوعة أيضاً بمخاوف من احتمال بزوغ فجر جديد في الشرق الأوسط، فجر يخلف وراءه الكراهية القديمة ويجلب الأمل في حياة أفضل وأكثر أماناً وازدهاراً في جميع أنحاء المنطقة. في هذه الرحلة، كنت مصمماً على إبقاء الأمل حياً في مستقبل أفضل".
ويعتقد المحللون أن حماس شنت مثل هذا الهجوم المفاجئ وغير المسبوق لمنع اتفاق إقامة العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، أيضًا لصحيفة "التلغراف": "إن نظام آية الله المتعصب في إيران يدعم حماس عسكريًا وماليًا وسياسيًا. وأضاف أن "النظام الإيراني يغذي الحرب ويحاول خلق جبهة أخرى من لبنان عبر وكيله الآخر حزب الله".
وأضاف: "جميعهم يعملون على تدمير إسرائيل لتمكين إيران من السيطرة على الشرق الأوسط بأكمله ونشر ثورتها الإسلامية المتشددة في البحر الأبيض المتوسط وأوروبا والعالم أجمع".
وأعلنت وزيرة الداخلية البريطانية المسؤولة عن فرض العقوبات على الجماعات الإرهابية، سويلا برافرمان، أنها فرضت رسميًا عقوبات على الحرس الثوري الإيراني باعتباره إحدى هذه الجماعات. مثل هذا الإجراء يجعل من غير القانوني أن تكون عضوًا في الحرس الثوري الإيراني أو أن تدعم هذه المنظمة.
وصرح وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي بأن الكثير مما يريده الناس من الإدراج على قائمة الجماعات الإرهابية سوف يتحقق من خلال العقوبات المفروضة حاليًا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية: "إن السياسة الأميركية المتمثلة في الدعم العلني لتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية ليست جديدة. ومع ذلك، هذا قرار مستقل، وعلى الرغم من أنه متاح دائمًا كخيار، إلا أنه ليس موقف حكومة المملكة المتحدة حاليًا".
كما قال مصدر مقرب من وزارة الخارجية البريطانية لصحيفة "التلغراف" إن ما قاله مصدر مطلع في مكتب رئيس الوزراء حول محادثة خاصة بين كبار المسؤولين الأميركيين ونظرائهم البريطانيين "ليست له خصائص يمكن أن نعترف بها".
وكتبت "التلغراف" في نهاية تقريرها أن السفارة الأميركية في لندن رفضت التعليق على هذا الأمر.