كتبت وكالة "رويترز" في تقرير لها، نقلا عن 9 مسؤولين إيرانيين، أن نظام طهران مرتبك في مواجهة الأزمة الحالية المتنامية في الصراع بين حماس وإسرائيل.
وقال المسؤولون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، لـ"رويترز" إن فشل إيران في الرد على الهجوم الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة يعيق استراتيجية إيران لتحقيق الهيمنة الإقليمية التي سعت إليها منذ أكثر من 4 عقود.
وفي إشارة إلى الأولويات العسكرية والدبلوماسية والداخلية للنظام الإيراني، أضاف هؤلاء المسؤولون التسعة أن أي هجوم خطير على إسرائيل يمكن أن يسبب أضرارًا جسيمة لإيران، ويسبب غضبًا شعبيًا تجاه الحكام الدينيين في بلد غارق حاليًا في أزمة اقتصادية.
وجاء في تقرير "رويترز" نقلا عن 3 مسؤولين في الاستخبارات أن كبار صناع القرار في إيران توصلوا إلى توافق في الآراء بشأن كيفية التعامل مع الصراع الحالي، والذي يشمل دعم هجمات محدودة يشنها حزب الله، الجماعة المدعومة من إيران، على مواقع عسكرية إسرائيلية بالقرب من لبنان، ودعم الهجمات المحدودة للمجموعات الأخرى المتحالفة مع إيران على أهداف أميركية في المنطقة ومنع أي توتر من شأنه أن يورط إيران في الصراع الحالي.
وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، وحيد جليل زاده، يوم الأربعاء الماضي، إننا على اتصال مع أصدقائنا: حماس، والجهاد الإسلامي، وحزب الله؛ وهم لا يتوقعون منا القيام بعمليات عسكرية.
ولم ترد وزارة الخارجية الإيرانية على سؤال حول كيفية التعامل مع الأزمة الحالية. كما رفض المسؤولون العسكريون الإسرائيليون الإجابة على سؤال مماثل.
حساسية الوضع الإيراني
كما نقلت "رويترز" عن المصادر الثلاثة قولهم: "إن فقدان قواعد السلطة في قطاع غزة، والتي أنشأتها حماس، والجهاد الإسلامي، على مدى العقود الثلاثة الماضية، سيعطل خطط إيران في المنطقة لأنها تستند إلى إنشاء شبكات من الجماعات المسلحة بالوكالة في الشرق الأوسط".
وقال المسؤولون الأمنيون الثلاثة أيضًا إن تقاعس إيران على الأرض يمكن أن يُنظر إليه على أنه علامة ضعف من جانب الجماعات التي تعمل بالوكالة، والتي كانت على مدى عقود سلاح طهران الرئيسي للنفوذ الإقليمي.
ووفقا لما قاله هؤلاء المسؤولون، فإن تقاعس إيران يمكن أن يضر أيضا بموقف البلاد من القضية الفلسطينية، لأن إيران دافعت دائما عن قضية فلسطين ولم تعترف بإسرائيل إلا كاحتلال شرير.
وفي المقابل، قال آفي مالاميد، ضابط المخابرات الإسرائيلي السابق والمفاوض الإسرائيلي خلال الانتفاضة الأولى والثانية، لـ"رويترز": "تواجه إيران الآن وضعا صعبا: إما أن تدخل حزب الله في الحرب لإبقاء قواتها المدعومة في قطاع غزة وإما أن تتخلي عن قواتها في غزة".
وأضاف مالاميد أن السلطات الإيرانية تقوم حاليًا بحساب المخاطر المحتملة لهذه الإجراءات.
البقاء هو الأولوية القصوى
ووفقاً لوكالة "رويترز"، فإن الأهداف الاستراتيجية لإيران تتعارض مع التدخل العسكري الفوري، لأن إسرائيل شنت غارات جوية مكثفة على قطاع غزة ردا على هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل 1400 إسرائيلي، والذي قتل خلاله ما لا يقل عن 4400 فلسطيني.