في رد فعل جديد على الحرب بين إسرائيل وحماس، وصف المرشد الإيراني، علي خامنئي، أمس الثلاثاء، الهجمات الإسرائيلية على حماس في غزة بأنها "جريمة"، وحذر من أنه إذا استمرت هذه الهجمات "فلا أحد يستطيع إيقاف المسلمين وقوات المقاومة".
معظم الصحف الصادرة اليوم، الأربعاء 18 أكتوبر (تشرين الأول)، خصصت عناوين لها في صفحاتها الأولى لخطاب خامنئي، الذي يرى مراقبون أنه لا يزال محتاطا تجاه الأوضاع، وأنه لا يرغب في الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، ولكنه مضطر لاتخاذ مثل هذه "المواقف الكلامية"، وهي مواقف أثارت انتقادات قيادات حماس نفسها التي طالبت إيران وما يسمى بـ"محور المقاومة" باتخاذ مواقف أكثر عملية لدعم الحركة في حربها ضد إسرائيل.
الصحف الموالية للنظام بالإضافة إلى إبرازها لخطاب خامنئي استمرت كذلك في ترديد الشعارات السابقة، وأن ما حل بإسرائيل أمر لا يمكن ترميمه مستقبلا، وعنونت "كيهان" أحد تقاريرها بالقول: "ذلك اليوم بات قريبا"، في إشارة إلى أن زوال إسرائيل قد اقترب، وختمت تقريرها بالقول: "إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا، وَنَرَاهُ قَرِيبًا".
أما صحيفة "جام جم"، التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، فأشارت إلى خطاب خامنئي كذلك وعنونت في مانشيتها: "الإنذار الأخير".
كما علقت صحف أخرى على كلام وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي سلك هو الآخر نهجا تهديديا، وقال إن فرصة الحلول السياسية أوشكت على النفاد، وأن محور المقاومة قد يدخل الحرب في الساعات القادمة، وهي تصريحات رأى البعض أنها تأتي في إطار محاولة للضغط على الأطراف الأخرى دون أن تكون إيران جادة حقيقة للتدخل في هذه الحرب، كونها تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، ومشكلات سياسية جمة، بالإضافة إلى أن الموقف الغربي هذه المرة أكثر صرامة تجاه كل الأطراف التي قد تحاول استغلال الحرب، والقيام بإجراءات من شأنها أن تؤدي إلى توسيع دائرة الصراع في المنطقة.
قليلة هي الصحف التي تناولت موضوع قصف أحد المستشفيات في غزة والذي أودى بحياة مئات المدنيين في القطاع، نظرا إلى أن الصحف كانت قد ذهبت للنشر وانتهى موعد إعدادها.
مع ذلك صحيفة "خراسان"، المقربة من الحكومة، أشارت إلى هذه الحادثة الفجيعة، كما لفتت إلى مقتل 14 شخصا من عائلة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بعد أن استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلا وسط قطاع غزة.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": الحرب على غزة قد تكون فرصة لإيران
قال الكاتب والمحلل السياسي، قاسم محب علي، في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" الإصلاحية إن الحرب على غزة يمكن أن تصبح "فرصة" كما أنها قد تكون "تهديدا" لمصالح إيران القومية، مضيفا أن كل شيء مرتبط بطريقة إدارة هذه الأزمة، إذ إن كل أزمة تحمل في طياتها فرصا وتهديدات، وأن العامل الرئيسي في تحديد ما إذا كانت هذه الأزمات هي فرص أو تهديدات يعود إلى طريقة التعاطي معها.
وأوضح محب علي: الأمر يعود لمدى قدرة إيران في استغلال هذه الفرصة، والاعتماد على الدبلوماسية وفن التفاوض، لأنها تستطيع أن تدخل في مفاوضات مع الغرب وتحصل على امتيازات من هذه المفاوضات، لكن لو تم توسيع نطاق الحرب وانجرت إيران إلى هذا الصراع فإن ذلك يهدد بكل تأكيد العلاقات بين طهران والغرب.
وكتب: "في هذه الحالة لن تكون الحرب مقصورة على إسرائيل وفلسطين أو إيران وإسرائيل، وإنما ستشمل الحرب كل المنطقة وربما العالم".
"أرمان ملي": الخلافات بين إيران والغرب لا تتمركز حول القضية الفلسطينية
أما الباحث السياسي حسن بهشتي فقال لصحيفة "أرمان ملي" إن أصل الخلافات بين إيران والدول الأوروبية يعود إلى قضايا حقوق الإنسان في الداخل الإيراني، وكذلك موضوع الاتفاق النووي وليس القضية الفلسطينية.
وأضاف الكاتب: من الوارد أن تتوتر العلاقات أكثر بين إيران والدول الأوروبية في حال توسع الصراع بين إسرائيل وفلسطين، لكن جذور الخلافات الإيرانية الأوروبية يعود إلى قضايا حقوق الإنسان المتعلقة بتعامل السلطة الإيرانية مع الاحتجاجات، وكذلك موضوع الاتفاق النووي، وبالتالي فإن أي توتر للعلاقة بين الطرفين لن يكون نتيجة مباشرة لما يجري في غزة، وإنما جذور هذا التوتر موجودة مسبقا.
كما لفت إلى آثار الحرب على غزة على العلاقة بين طهران والولايات المتحدة الأميركية، وأكد أن التوتر في العلاقات بين طهران وواشنطن ليس محصورا على القضية الفلسطينية، وإن هذا الموضوع هو واحد من بين العديد من الملفات الأخرى التي يختلف فيها البلدان، مشددا على ضرورة أن تكون هناك جولات حقيقية من التفاوض بين طهران وواشنطن لمعالجة خلافاتهما السياسية.
"أرمان أمروز": من الصعب التنبؤ بمستقبل الأحداث في المنطقة بعد أحداث حماس وإسرائيل الأخيرة
اعتبر خبير الشؤون الأوروبية، مرتضى مكي، أنه من الصعب التنبؤ بمستقبل غزة، وذلك بسبب دخول متغيّرات جديدة إلى المشكلة بما يمنع التنبؤ بدقة بزمن تطوّر الأمور.
وفي افتتاحية صحيفة "أرمان أمروز"، أكد مكي أنّ ما قامت به حماس يمكن اعتباره انتصارًا كبيرًا لجبهة المقاومة، لأنها ربما المرة الأولى التي تشهد فيها إسرائيل هجومًا بهذا المستوى وبهذه الخسائر.
وأضاف الكاتب أن إسرائيل لن تمر على هذه القضية بسهولة، وأنها تسعى إلى إبادة جماعية في غزة، حيث استدعت قوات الاحتياط لديها مع حشد كبير على حدود القطاع، معتقدًا بأن المدى الذي تريد إسرائيل أن تذهب إليه يعتمد على التطوّرات في الأيام القليلة المقبلة، وعلى رد فعل حماس.
وختم مكي بأنه لم يكن لأي حركة خارج الأرض الفلسطينية المحتلة دور في ما حصل، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار في ردود أفعال النواب والمسؤولين الإيرانيين كي لا يتم إعطاء ذريعة للإسرائيليين ومؤيديهم.