منذ هجوم حماس يوم 7 أكتوبر الجاري، تحاول الصحف المقربة من النظام في إيران التهرب من نشر صور الدمار في غزة، وتجنب الحديث عن الأوضاع الإنسانية في القطاع، وفي المقابل ركزت الصحف على الحديث عن أهمية الإنجاز الذي تحقق بعد عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حماس ضد إسرائيل.
صحيفة "كيهان"، وهي أكبر الصحف وأقربها إلى المرشد علي خامنئي، تحاول باستمرار إخفاء حقائق الدمار في غزة، حيث تحدثت اليوم كالأيام السابقة على أهمية الاستمرار في هذه الحرب وإظهار ابتهاجها بما حصل دون التفكير في مآلات هذه المواجهة العسكرية المدمرة.
الصحيفة كذلك نقلت كلام خامنئي حول ما يجري في فلسطين وعنونت في مانشيتها اليوم الأحد: "الحركة التي بدأت في فلسطين ستنتهي بالنصر التام".
صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري، لفتت إلى تصريحات وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان الذي يواصل التلويح باحتمالية انخراط إيران في المواجهة العسكرية المباشرة مع إسرائيل. وكتبت نقلا عن عبداللهيان: "ربما تكون الساعة القادمة متأخرة جدا. لا تزال هناك فرصة للسياسة لتدارك الأوضاع من التأزم أكثر في المنطقة. سألتقي اليوم بممثل الأمم المتحدة في المنطقة وسأخبره بأن فرصة المبادرة السياسية لا تزال موجودة لكن قد يكون الغد متأخرا بالنسبة لهذه الفرصة".
وبعد اللقاء، وكما نشرت وسائل الإعلام الغربية، فإن وزير الخارجية الإيراني أوضح لإسرائيل عبر الأمم المتحدة أن إيران ستتدخل إذا استمرت الحرب على غزة، كما كتب حساب البعثة الدائمة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في منشور على شبكة التواصل الاجتماعي "إكس"، مهددا بتوسيع الحرب بين إسرائيل وحماس، وبأن "الوضع قد يتدهور ويخرج عن السيطرة وستكون له عواقب واسعة النطاق، إذا لم تتوقف الهجمات الإسرائيلية على الفور في غزة".
صحيفة "وطن امروز" الأصولية أيضا عنونت بخط عريض: "حزب الله يحدد مهلة زمنية لإسرائيل"، وقالت إن الحزب هدد إسرائيل بالدخول المباشر في الحرب في حال قامت إسرائيل بالدخول البري إلى قطاع غزة، وقالت الصحيفة إن "تيار المقاومة مستعد لتوجيه صفعة أكبر للكيان الصهيوني".
ومن الملفات الأخرى التي تطرقت إليها الصحف اليوم الأحد موضوع الأموال الإيرانية لدى قطر بعد أن تم الإفراج عنها بموجب اتفاق تبادل السجناء مع الولايات المتحدة في الأسابيع الماضية، لكنه وبعد وقوع هجوم حماس الأخير انتشرت أخبار حول عزم واشنطن إعادة تجميد هذه الاموال.
صحيفة "شرق" كتبت أن الأموال الإيرانية المجمدة باتت في حالة من الغموض وتساءلت عن سر عدم استخدام إيران لهذه الأموال لشراء الأدوية والسلع الأساسية غير الخاضعة للعقوبات إذا كان حديث المسؤولين الإيرانيين حقيقيا حول عدم تجميد هذه الأموال في قطر.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"اعتماد": ما سر هجوم حماس على إسرائيل رغم توقع ردة الفعل الإسرائيلية؟
قال وزير الخارجية الإيراني الأسبق، علي أكبر صالحي، لصحيفة "اعتماد" إنه وبالرغم من أن حماس تعرف ردة فعل إسرائيل وأن الدمار سيكون هائلا في قطاع غزة إلا أنها قامت بهجومها الواسع وغير المسبوق في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.
وأضاف: "لا نعرف تماما ماذا تملكه حماس لكي تقوم بمثل هذا الهجوم لكن ربما تكون قد ظنت أن إسرائيل مشتتة من الداخل أو ربما تعتقد أن الوضع في غزة هو في منتهى السوء والتأزم ولا يمكن توقع شيء أسوأ من الوضع الحالي لهذا قامت بالهجوم لأنه ليس لديها ما تخسره"؛ حسب تعبيره.
ونوه صالحي إلى أن غزة تعاني من الحصار الكامل والمعاناة المستمرة، فقررت حماس القيام بهجومها لكسر هيمنة إسرائيل، ومع ذلك يبقى فهم السبب الرئيس لهجوم حماس مجهولا ومعقدا للغاية حسب ما جاء في الصحيفة.
"هم میهن": ما استراتيجية إيران في ظل التطورات الإقليمية الأخيرة؟
تساءل رئيس تحرير صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية، محمد جواد روح، عن ماهية الاستراتيجية الإيرانية في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة بعد هجوم حماس على إسرائيل، وقال إنه وبالرغم من الإعلان الرسمي لإيران عن عدم رغبتها في توسع الصراع العسكري والتأكيد على عدم ضلوعها في هجوم حماس إلا أن الواضح أن مثل هذه التصريحات والمواقف يمكن أن تكون مجرد "تكتيك" ناتج عن "منطق الظرف الحالي"، بعبارة أخرى- يضيف الكاتب- مثل هذه المواقف والتصريحات قد لا تكون حقيقية ولا تمثل سياسة إيران الأساسية المتمثلة بالرغبة في "القضاء على إسرائيل".
وتابع روح: "هناك توقعات بأن المواقف الرسمية الإيرانية مؤخرا هي مجرد "سياسة إعلانية" وليس من الضروري أن تكون هذه السياسة هي نفسها "السياسة العملية" التي ستعتمدها إيران.
كما رأى الكاتب أن مصالح إيران العليا تتعارض مع قضيتين أساسيتين هما: "تشكيل تحالف بين العرب وإسرائيل وتطبيع العلاقات بينهما"، و"اندلاع الحرب الشاملة بين إيران وإسرائيل"، فهذان الواقعان يقفان بالضد من مصلحة إيران وأعتقد أن استراتيجية إيران في الوقت الحالي هي منع وقوع كل من هذين الأمرين.
"ستاره صبح": المتشددون في إيران أدركوا ضرورة بناء علاقات تجارية طبيعية مع دول العالم والانضمام إلى "FATF"
في مقاله بصحيفة "ستاره صبح"، قال المحلل السياسي علي بيكدلي إن أقصر الطرق التي يمكن لإيران أن تسلكها في سبيل تحقيق مصالح الأمن القومي الإيراني أن تقبل الانضمام إلى مجموعة العمل المالي (FATF) حيث إنها وبهذه الخطوة تستطيع فتح صفحة جديدة من العلاقات مع الدول الأخرى والحصول على كثير من أموالها العالقة بسبب هذه القضية.
وأضاف بيكدلي: "الأصوليون المتطرفون الذين يحكمون اليوم أصبحوا يدركون- بعد معارضتهم سابقا- ضرورة الانضمام إلى هذه المجموعة لمعالجة الأزمات والمشاكل الاقتصادية التي تمر بها إيران".
وتابع الكاتب: "السلطة الحاكمة ربما تكون قد أدركت أن طريق الخروج من هذا الجمود الاقتصادي هو اتخاذ خطوة عقلانية والقبول بالانضمام إلى (فاتف) وهي خطوة لا بد منها، إذ إنه لا يوجد طريق غيرها لإنهاء الأزمة الاقتصادية المتردية".
وختم بيكدلي بالقول إنه لا يمكن لصناع القرار في طهران إدارة اقتصاد البلد دون بناء علاقات تجارية مع الدول الأخرى وهذا مرهون بالانضمام إلى "فاتف"، ويصدق الأمر على الاتفاق النووي، إذ من دونه لا يمكن بأي شكل من الأشكال إخراج الاقتصاد الإيراني من العزلة، لهذا "أتمنى أن يكون انضمام إيران إلى مجموعة (FATF) مقدمة لبدء المفاوضات النووية".