هاجمت وسائل إعلام تابعة للنظام الإيراني، إمام أهل السنة في إيران، مولوي عبدالحميد، بعد خطبة صلاة الجمعة أمس، وإعلان مواقفه من حرب إسرائيل وحماس، ووصفته بأنه "عميل الموساد المأجور". لكن في المقابل أيدته بعض الأحزاب.
ونشرت صحيفة "كيهان" التابعة للمرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم السبت 14 أكتوبر (تشرين الأول) مقالا بعنوان "عبد الحميد، هل أصبح مفتي الصهاينة؟"، وهاجمت إمام أهل السنة في إيران، مولوي عبدالحميد، كما في العام الماضي، بطريقة حادة. حيث وصفته بـ"المفتي المتأرجح"، و"عميل الموساد"، وكتبت: "يجب أن يسأل عبدالحميد بشكل صريح عما إذا كان مسلما، أم يهوديا صهيونيا، أم مستأجرا للموساد؟".
وانتقد مولوي عبدالحميد، في خطبة يوم أمس الجمعة، هجوم حماس، قائلا: "إذا تمادى مسلمٌ ولم يحترم القانون الدولي، واعتدى على النساء وقتل الأطفال، فلن ندعمه بشكل أعمى".
كما تضمنت خطبة مولوي عبدالحميد، رد فعل على موقف المرشد الإيراني علي خامنئي الأخير من "الفخر بحماس". حيث قال خامنئي يوم الثلاثاء 10 أكتوبر: "نحن نقبل جباه وأذرع المصممين الحكماء والأذكياء [لهذا الهجوم]، والشبان الفلسطينيين".
وفي العام الماضي، اعترف مولوي عبدالحميد، مرارًا بـ"دولة إسرائيل"، ودعا إلى السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على عكس نهج سلطات النظام الإيراني.
وفي إشارة إلى الخطب السابقة لمولوي عبدالحميد، كتبت "كيهان" أن "دعوته للسلام والمصالحة بين إسرائيل وفلسطين بدأت بالتزامن مع المشروع الأميركي- الصهيوني للاضطرابات في إيران".
كما وصفت صحيفة "إيران" الحكومية، موقف مولوي عبدالحميد الأخير بأنه "لصالح الصهاينة"، و"لصالح الحكومات المعادية". وأشارت إلى أجزاء من خطبته التي أكد فيها أنه "لا يمكن تدمير إسرائيل، وبما أنه لا يمكن للمسلمين تحقيق ذلك، لماذا كل هذه المحاولات؟".
كما وصفت وكالة "تسنيم" للأنباء، التابعة للحرس الثوري الإيراني، في مقال بعنوان "طوفان الأقصى أظهر حقيقة عبدالحميد"، واصفة إياه بـ"المرتبك"، و"المؤيد للصهاينة"؛ مضيفة أن "عبدالحميد كان يتحدث في خطبه الانتقادية العام الماضي، بنفاق عن موقف أهل السنة تجاه النظام الإيراني، لكنه لا علاقة له بأهل السنة الحقيقيين". كما شبّهت "تسنيم" مواقف عبدالحميد، ضد حرب إسرائيل وحماس بـ"مواجهته مع النظام الإيراني لصالح الأميركيين، وصنع الفضائح".
وأتت الهجمات المتزامنة وغير المسبوقة من قبل وسائل إعلام النظام الإيراني ضد مولوي عبدالحميد، بسبب تأكيده على وجود "موقف عادل" في مواجهة الأحداث الأخيرة في غزة. حيث قال يوم أمس الجمعة إن "الحكومات والدول في جميع أنحاء العالم يجب أن تحاول حل النزاع، بدلا من الانضمام إلى أحد صفوف الصراع".
ودون أن يصف إسرائيل بـ"المجرمة" كما تفعل السلطات الإيرانية، قال عبدالحميد: إن "القتل من قبل طرفي الصراع مفجع"، مؤكدًا على أنه "يجب على المسلمين عدم انتهاك القوانين والأعراف الدولية".
ودعم الأمين العام لحزب شعب بلوشستان، ناصر بليده اي، إمام أهل السنة في إيران، مولوي عبدالحميد، من خلال حسابه على منصة "إكس"، قائلًا إن "كلام عبدالحميد سلمي وعادل، واعتبره علامة على التعقل، والنظرة الإنسانية". ووفقا له، فإن عبد الحميد "قاد بنجاح وبشكل مستمر تقدم المقاومة المدنية الخالية من العنف في العام الماضي، من خلال تحليلاته، ولم يتراجع عن مواقفه على الرغم من الضغوط الكثيرة التي تمت ممارستها عليه".