ذكرت صحيفة "اعتماد" أنه منذ أواخر شهر سبتمبر (أيلول) هذا العام، تمت إقالة 32 ألف أستاذ بعقد مؤقت من مختلف وحدات ومجالات جامعة "آزاد". فيما تم توظيف 20 ألف طالب دكتوراه في الفصل الدراسي الأول أو الثاني لتدريس طلاب درجة الزمالة والبكالوريوس في هذه الجامعة.
وبعد التسجيل في دورة تدريبية مدتها 40 ساعة تسمى دورة "التدريس الجامعي"، وصل طلاب الدكتوراه إلى درجة الأستاذية في جامعة "آزاد".
وبحسب "اعتماد"، من المفترض أن يحصل هؤلاء، البالغ عددهم 20 ألف شخص والذين ما زالوا يدرسون، على "جائزة" لوجودهم كأساتذة وأن يدفعوا رسومًا دراسية أقل.
وسبق لهذه الصحيفة أن تحدثت عن مسألة "تطهير" الجامعات من الأساتذة المعارضين، وذكرت أنه تم فصل ما لا يقل عن 110 أساتذة في عهد حكومة إبراهيم رئيسي وحدها، أي في الفترة من سبتمبر (أيلول) 2021 إلى سبتمبر (أيلول) من هذا العام.
وفي جامعات زاد، وطهران، وطهران للعلوم الطبية، والعلامة الطباطبائي، وبهشتي، صدرت معظم أوامر الإيقاف والفصل المؤقت من التدريس ومنع الدخول وإنهاء راتب الأستاذ وإنهاء التعاون والتقاعد القسري.
واستمراراً لهذه العملية، تم في 18 يونيو (حزيران) من هذا العام نشر دعوة للتسجيل في الدورة الخاصة "التدريس الجامعي" على شكل مساعد تدريس، وحتى 28 يونيو تم تسجيل أكثر من 33600 طالب يدرسون في مرحلة الدكتوراه فيها .
وجاءت موجة فصل أساتذة جامعة "آزاد" غير المسبوقة واستبدالهم بهؤلاء المتطوعين تنفيذًا لقرار مهدي طهرانتشي رئيس هذه الجامعة.
وفي أبريل (نيسان) من هذا العام، أعلن طهرانتشي عن تغييرات في العملية التعليمية، وقال إن إحدى خطط جامعة "آزاد" الجادة هذا العام هي الاستغناء عن 32 ألف أستاذ بعقد مؤقت واستخدام طلاب الدكتوراه كـ"مساعدي تدريس".
ويبدو أن الوعد بالتغيير في هيكل جامعة "آزاد" يرتكز على تعميم 2018 الخاص بتنظيمها المركزي، لكن بحسب إحدى مواد نفس التعميم، فإن طلاب الدكتوراه في الفصل الدراسي الأول أو الثاني والذين تكون شهادتهم الأخيرة هي "الماجستير" "لا يُسمح لهم بالتدريس في أي كلية بجامعة آزاد".
وأشارت "اعتماد "إلى ملحق مهم في هذا التعميم وهو أساس عزل 32 ألف أستاذ بعقد مؤقت دفعة واحدة.
وينص هذا الملحق على أن المتقدمين للتدريس يجب أن يكون لديهم "شروط عامة" يحددها رؤساء جامعة "آزاد".
ومن هذه الشروط "عدم العضوية والنشاط في كافة أنواع الجماعات المعارضة للنظام الإيراني، ومعرفة أحكام الشرع، واتباع أوامر المرشد، والالتزام بمبدأ ولاية الفقيه، والإيمان بنظام الجمهورية الإسلامية.. وغيرها من الشروط".
وأضافت "اعتماد" أن المجتمع الأكاديمي في البلاد لا يزال يتذكر إصدار أحكام الطرد لمئات من أساتذة وحدة العلوم والأبحاث بجامعة "آزاد" في شتاء عام 2017 وأثناء رئاسة فرهاد رهبر.
وتم طرد الأساتذة المذكورين بحجة "أنهم بعقود مؤقتة"، ولكنهم في الواقع طردوا بسبب "التفكير المختلف والنقدي".
وعلى إثر الانتقادات الموجهة لفرهاد رهبر تمت إقالته من منصبه في أغسطس (آب) 2018 وفي الشهر الثالث عشر من رئاسته، لكن إقالة الأساتذة المعارضين وتعيين أعضاء هيئة التدريس المتوافقين مع النظام استمرت في الفترات التالية.
ومنذ وقت ليس ببعيد، نُشرت وثيقة حول جهود حكومة إبراهيم رئيسي لتعيين 15 ألف عضو هيئة تدريس "بشكل فوري وخارج الإطار العلمي" للجامعات.
وبحسب التقارير، فقد وافق بعض أعضاء الحكومة على الاستمرار في عزل أعضاء هيئة التدريس من الجامعات التابعة لوزارة العلوم حتى "يكون هناك مجال للتعيين الإلزامي لـ10 آلاف شخص".
وعلى مدى الأشهر السبعة الماضية، حاول مسؤولو جامعة "آزاد"، مثل رؤساء الجامعات الأخرى والمسؤولين الحكوميين، تقليل العبء الدلالي لـ"الإقالة" باستخدام خدعة "تغيير الوضع" من خلال خلق الكلمات والتلاعب بها. لكن أساتذة جامعة "آزاد" قالوا لـ"اعتماد" إن المقصود من هذا التعبير هو الإقالة.
وفي هذا الصدد، تم منع عدد كبير من الأساتذة المفصولين من التدريس في الجامعات بين خريف العام الماضي وخريف هذا العام.