ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق مع قطر لوقف حصول إيران على 6 مليارات دولار من الأموال المفرج عنها في اتفاق تبادل السجناء، والتي تم نقلها إلى بنوك الدوحة.
وبحسب هذا التقرير، الذي نشر الخميس 12 أكتوبر (تشرين الأول)، قال مصدران مطلعان إن مساعد وزير الخزانة الأميركية أبلغ الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب الأميركي بذلك.
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في تل أبيب إنه لم يتم إنفاق أي جزء من الأصول الإيرانية المحررة في قطر، وإن طهران لا يمكنها الوصول إليها.
وقبل وقت قصير من هذا الخبر، كان كبير مراسلي شبكة "سي بي إس" نيوز قد أعلن عن "التفاهم الهادئ" بين الولايات المتحدة وقطر في هذا الصدد.
وتم اتخاذ هذا القرار بعد أن زاد أعضاء الكونغرس الضغط على إدارة بايدن لتكثيف السياسات ضد طهران بسبب دعمها لهجوم حماس على إسرائيل.
وقال مسؤولون كبار في إدارة بايدن إنه ليس لديهم حاليا أي دليل على تورط إيران المباشر في الهجوم الأخير الذي شنته حماس.
وطلب عدد من أعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ الأميركيين بشكل مباشر من الحكومة الأميركية وقف حصول إيران على 6 مليارات دولار، ردا على هجوم حماس.
وكانت هذه الأموال من عائدات طهران المحظورة من بيع النفط، والتي تم منع وصول إيران إليها بسبب العقوبات الدولية.
وفي الخطوات الأخيرة لاتخاذ هذا القرار، أعد العضوان الجمهوريان في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، وتوم كوتون، خطة تدعو إلى تجميد 6 مليارات دولار من أموال إيران المحررة مقابل تبادل السجناء مع الولايات المتحدة.
ومن بين الديمقراطيين، طلب جون تيستر، وجو مانشين، عضوا مجلس الشيوخ عن هذا الحزب، في تصريحات منفصلة، من إدارة بايدن إعادة تجميد 6 مليارات دولار التي أفرج عنها مقابل تبادل السجناء بسبب هجمات حماس ضد إسرائيل.
وأشار منتقدو سياسات حكومة بايدن داخل وخارج هذا البلد، مرارا وتكرارا، إلى أن الأموال التي تم الإفراج عنها لإيران تستخدم لدعم الأعمال العسكرية لهذا البلد في المنطقة، بما في ذلك الهجوم الحالي الذي تشنه حماس على إسرائيل.
وقال كيفن مكارثي، الرئيس السابق لمجلس النواب الأميركي، يوم الاثنين، إن سياسة الاسترضاء التي ينتهجها بايدن مع إيران يجب أن تنتهي.
وأضاف: "سياسته لم تؤد إلا إلى تشجيع الإرهابيين، وإعطاء 6 مليارات دولار لإيران لن يساعد إلا على تحقيق ذلك. يجب إعادة تجميد الدولارات المفرج عنها اليوم."
وكان دون بيكون، العضو الجمهوري في الكونغرس الأميركي، أحد المسؤولين الآخرين في هذا البلد والذي كتب على شبكة" X" الاجتماعية، ردًا على هجوم حماس على إسرائيل ودعم إيران لها: "تم تزويد حماس بأسلحة إيران. لا ينبغي لنا أبدًا أن نعطي طهران دولارًا واحدًا، ناهيك عن 6 مليارات دولار التي دفعتها إدارة بايدن مؤخرًا لتحرير الرهائن".
وفي وقت سابق، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن إيران ستستخدم هذه الأموال في أي قطاع تريده.
وردا على الضغوط حول الإفراج عن هذه الأموال، قال مسؤولون في إدارة بايدن، بمن فيهم وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، إنه لا توجد صلة بين الإفراج عن هذه الأموال وهجوم حماس على إسرائيل.
وقد أكدوا عدة مرات أن الحكومة الأميركية ستراقب كيفية إنفاق إيران لهذه الأموال حتى يتم استخدامها لأغراض "إنسانية".
وكانت وزارة خارجية إيران قد أعلنت، يوم الاثنين 18 سبتمبر (أيلول)، عن تبادل خمسة سجناء إيرانيين بخمسة سجناء أميركيين. وفي اليوم نفسه، أبلغت قطر إيران والولايات المتحدة أنه تم تحويل نحو 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المحررة من سويسرا إلى قطر.
وأعرب كبار المسؤولين في إيران، بما في ذلك رؤساء السلطات الثلاثة، وكذلك كبار القادة العسكريين، عن دعمهم العلني لهجوم حماس.
ومع ذلك، في 10 أكتوبر (تشرين الأول)، تراجع المرشد الإيراني، علي خامنئي، عن مواقفه السابقة ونفى دور طهران في الهجمات القاتلة التي نفذها مسلحو حماس ضد إسرائيل.
وجاءت تصريحاته بعد ساعات فقط من تحذير الولايات المتحدة لإيران من التدخل في الحرب بين حماس وإسرائيل.
وشبه المرشد الإيراني، في حفل التخرج المشترك لطلاب جامعات ضباط القوات المسلحة، هجوم حماس على إسرائيل بـ"الزلزال المدمر"، وقال إن "إسرائيل مُنيت بهزيمة لا يمكن إصلاحها، عسكريًا واستخبارياً".