ذكرت وكالة أنباء "برنا" الإيرانية أن "العلامات الحيوية المستقرة نسبيا للمراهقة أرميتا غراوند، التي تعرضت للاعتداء والضرب على يد ضابطة حجاب في مترو طهران لعدم ارتدائها الحجاب الإجباري ودخلت في غيبوبة؛ قد ساءت خلال الأيام القليلة الماضية، وتدهورت إلى حد ما".
وكتبت وكالة أنباء "برنا"، التابعة لوزارة الرياضة الإيرانية بعد ظهر اليوم الأربعاء 11 أكتوبر (تشرين الأول)، في قناتها على تطبيق "تلغرام": "ومع ذلك، فإن جهود الفريق الطبي مستمرة لتحسين ظروف أرميتا غراوند الصحية".
يذكر أن المراهقة أرميتا غراوند (16 عاما)، فقدت الوعي في محطة مترو "شهداء طهران" صباح يوم الأحد 1 أكتوبر، وتم نقلها إلى مستشفى "فجر" التابع للقوات الجوية، وهي محاصرة من قبل قوات أمن النظام الإيراني منذ ذلك الحين.
فيما اعتبر مراقبون أن هذه الإجراءات بسبب تخوف النظام من تكرار قضية مهسا أميني التي ماتت بعد اعتداء شرطة الأخلاق عليها مما تسبب في أقوى موجة احتجاجات ضد نظام طهران.
وفي ظل هذه الأجواء الأمنية، لا توجد تقارير أو صور جديدة لأرميتا في المستشفى. أيضا، لا توجد معلومات واضحة عن حالتها الصحية وظروف العناية بها، وذلك بعد 10 أيام من نقلها إلى المستشفى.
وأكد بعض المتابعين للوضع في إيران أن "النظام الإيراني ينوي جعل ما حدث للمراهقة أرميتا غراوند يتوارى بمرور الوقت".
وفي وقت سابق، اعتقلت شهين أحمدي، والدة أرميتا، لفترة من الوقت من قبل رجال أمن النظام الإيراني، بعد أن احتجت على منعها من زيارة ابنتها. كما تم منع عائلة المراهقة من زيارتها أو متابعة حالتها الصحية، ووفقا للتقارير، لم تتمكن أختها الكبرى التي تدعى آوا من زيارة أرميتا بعد.
وأتت محاولات النظام الإيراني لإسكات عائلة المراهقة وأصدقائها بالتزامن مع دعم المواطنين لها، من خلال كتابات على الجدران، ووضع لافتات احتجاجية.
وأظهر مقطع فيديو أرسل إلى قناة "إيران إنترناشيونال" "مواطنا رسم اليوم الأربعاء صورة أرميتا وثبتها في حديقة لالة في طهران". وفي مقطع فيديو آخر ظهرت لافتة، يوم أمس الثلاثاء، عليها صورة أرميتا وعبارة "اصرخ باسمها"، مثبتة على جدار في جامعة "كرج"، غربي العاصمة الإيرانية طهران.
وقال شهود عيان في الأيام الماضية: لقد تمت مهاجمة الفتاة المراهقة أرميتا غراوند من قبل ضابطة حجاب أو متشددة موالية للنظام الإيراني، لعدم ارتدائها الحجاب الإجباري. ومع ذلك، ظل المسؤولون صامتين حتى الآن بشأن حالة أرميتا الجسدية ومراحل علاجها، في محاولة لتشويه قضية العنف الجسدي الذي تعرضت له.
وفي الآونة الأخيرة، قال وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي، في إشارة إلى فقدان المراهقة أرميتا غراوند الوعي في المترو: أن "الأمر واضح وشفاف للغاية، وأنه يمكن أن يحدث كل يوم وفي أي مكان في البلاد".
كما قالت بلدية طهران مؤخرًا: إن "القطار الذي ركبت فيه أرميتا غراوند؛ تم إيقافه وإخضاعه للتحقق، والتأكد من عدم وجود كاميرات مراقبة فيه".
من ناحية أخرى، وعلى مستوى العالم لا تزال هناك مخاوف بشأن مصير المراهقة أرميتا غراوند.
وفي إشارة إلى الهجوم على أرميتا لعدم ارتدائها الحجاب الإجباري، كتب المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بشؤون إيران، جاويد رحمن، على منصة "إكس" مؤخرًا: إنه "ينبغي إجراء تحقيق مستقل، ونزيه، وشفاف، في هذا الصدد". مؤكدًا على أن "المجتمع الدولي يجب أن يوقف الفصل العنصري الجنسي في إيران".
كما أفاد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية، بتقارير منفصلة، عن الحاجة إلى لجنة دولية مستقلة لمتابعة هذه المسألة.