قال كبير محللي الشرق الأوسط بمركز أبحاث هدسون في واشنطن، مايكل بريجنت، إن "أيا من المنظمات الإرهابية الإسلامية المدعومة من طهران ليست قادرة على إحداث فوضى في الشرق الأوسط دون موافقة النظام الإيراني واسترضاء حكومة بايدن لإيران".
وأشار مايكل بريجنت في مقابلة حصرية مع القسم الفارسي لـ"صوت أميركا" إلى تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" ليوم الأحد، بخصوص "لقاء بعض قادة الحرس الثوري الإيراني مع قيادات من حماس في لبنان"، قائلًا: "لا نحتاج في الواقع إلى أدلة موثقة لإعطاء الضوء الأخضر والاستعداد لمثل هذا الهجوم، لأننا نعلم أن قدرات حماس، وحزب الله في لبنان، والجهاد الإسلامي الفلسطيني، كلها نشأت من سياسات النظام الإيراني".
وانتقد بريجنت كلام وزير الخارجية الأميركي، والمتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، قائلًا: "لا توجد وثيقة تظهر أن إيران استخدمت الـ6 مليارات دولار لدعم هجمات حماس على إسرائيل"، مشيرا إلى أن "النظام الإيراني ليس بحاجة إلى هذه المليارات الست لدعم هذا الهجوم، لأنهم حصلوا بالفعل على قرض مضمون يمكنهم إنفاقه داخليا، وتمويل الإرهاب من مصادرهم الأخرى".
كما اتهم بريجنت الحكومة الأميركية بمحاولة التستر على الأعمال التخريبية للنظام الإيراني، مشيرا إلى أن "الحكومة الأميركية الحالية تريد التستر على دور إيران في هذا الهجوم، لأن الجميع يعلم أن حماس لديها القدرة على إطلاق الصواريخ، وعمليات الاختطاف، وليس على إيران أن تلعب دورا مباشرا في عملياتها".
ووصف بريجنت سكان غزة بأنهم "ضحايا خطة النظام الإيراني وحرب حماس"، قائلا إن "إسرائيل قطعت المياه والكهرباء عن غزة لعزل حماس، والتي- من ناحية أخرى- لم تترك المدنيين، لا سكان غزة ولا أولئك الذين احتجزتهم كرهائن، وأبقتهم جميعًا في نفس الأماكن التي من المفترض أن تتم مهاجمتها فيها، بحيث إذا هاجمت إسرائيل، فإن هذه الهجمات ستؤدي إلى خسائر بشرية"، حسب قوله.
وأضاف أن "ذلك سيقود تل أبيب في نهاية المطاف إلى حرب بأبعاد أكبر من شأنها إشراك "حزب الله" في لبنان، و"الحشد الشعبي" في العراق، و"الفاطميون"، ووفقا لخطة النظام الإيراني، إشراك جميع الدول العربية في الحرب، وإبعادها عن حقيقة السلام مع إسرائيل".
وفي الوقت نفسه، قال منسق السياسات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، يوم الاثنين 9 أكتوبر (تشرين الأول) إنه "على الرغم من أن الولايات المتحدة ليس لديها حتى الآن معلومات أو أدلة على مشاركة إيران المباشرة في هجمات حماس على إسرائيل، فإن النظام الإيراني شريك في الجريمة، لأنه دعم حماس والشبكات الإرهابية الأخرى في جميع أنحاء المنطقة منذ فترة طويلة، من خلال تدريب القدرات وتوفير الموارد".
وردا على انتقادات من بعض الجمهوريين الذين ذكروا أن "أموال اتفاقية تبادل السجناء مع النظام الإيراني، تم إنفاقها على هجوم حماس ضد إسرائيل"؛ قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن لقناة "إيه بي سي"، الأحد 8 أكتوبر: "حتى الآن، لم يتم إنفاق دولار واحد من هذا الحساب، وعلى أي حال، فإن وزارة الخزانة الأميركية صارمة للغاية، وتشرف عن كثب على إنفاق تلك الأموال، لضمان إنفاقها على الغذاء، والدواء، والمعدات الطبية فقط. لذلك، فإن بعض الذين يقدمون هذه الرواية إما لديهم معلومات خاطئة، أو يقدمون معلومات مغلوطة. وعلى أي حال فمن الخطأ الترويج لذلك".