نفى المرشد الإيراني، علي خامنئي، الثلاثاء 10 أكتوبر (تشرين الأول)، خلال كلمة ألقاها أمام القوات المسلحة، تورط طهران في الهجوم واسع النطاق الذي شنته حماس على إسرائيل في الأيام الماضية.
وتأتي هذه التصريحات من المرشد خامنئي بعد تقارير نشرتها الصحف الغربية خلال اليومين الماضيين تحدثت عن مساعدات مالية قدمتها طهران لحركة حماس ولشنها الهجوم الكبير ضد إسرائيل.
وقال خامنئي، الثلاثاء، إن أنصار إسرائيل و"بعض أفراد الحكومة الإسرائيلية أطلقوا إشاعات في هذين اليومين أو الثلاثة... وقالوا إن إيران تقف وراء هذه الحركة".
وأضاف خامنئي: "هم مخطئون، بالطبع نحن ندافع عن فلسطين وعن النضال.. لكن من يقول إن عمل الفلسطينيين سببه غير الفلسطينيين.. يخطئ في حساباته".
وأكد خامنئي أن هذا الهجوم هو "من عمل الفلسطينيين" و"نُقَبِلُ الجباه والأيادي التي صممت هذا الهجوم و"نحن فخورون بهم".
وفي صباح السبت 7 أكتوبر (تشرين الأول)، أطلقت حركة حماس الفلسطينية، التي تسيطر على قطاع غزة، آلاف الصواريخ باتجاه مدن وبلدات جنوب ووسط إسرائيل، وفي عمل غير مسبوق، قام رجال مسلحون من حركتي حماس والجهاد الإسلامي بتخريب سياج غزة ودخلوا المستوطنات الإسرائيلية، براً وجواً وبحراً، واشتبكوا مع المواطنين والجنود في تلك المناطق، ومنذ ذلك الحين تتواصل هجمات الجانبين.
ولم يذكر خامنئي، يوم الثلاثاء، أي مساعدة مالية مستمرة لحركة حماس. ولا يُعرف المبلغ الدقيق للمساعدات المالية التي تقدمها إيران لحماس، لكن وزارة الخارجية الأميركية نشرت تقريرًا في عام 2020 أعلنت فيه أن إيران تقدم نحو مائة مليون دولار سنويًا لحماس والجهاد الإسلامي.
وقبل 4 أيام من بدء هجوم حماس، أعرب المرشد الإيراني علي خامنئي، في كلمة له، عن استيائه الشديد من استمرار عملية تطبيع علاقات دول المنطقة مع إسرائيل، واعتبر هذه العملية "مقامرة"، وحذر من أن "الخسارة تنتظر هؤلاء وهم يخطئون، ويراهنون على حصان خاسر".
وبالتزامن مع بدء هجمات حماس، هدد موقع "نور نيوز" التابع لمجلس الأمن القومي الإيراني، ضمنا، الدول التي تسعى للتطبيع مع إسرائيل، وكتب: "هجمات اليوم ضد إسرائيل هي رسالة واضحة لأولئك الذين يفكرون في تطبيع العلاقات مع تل أبيب".
وبعد هجمات حماس، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن أعضاء كبار في حماس وحزب الله في لبنان زعمهم أن الحرس الثوري الإيراني ساعد حماس في التخطيط لهجمات برية وجوية وبحرية منسقة على إسرائيل منذ أغسطس (آب)، قبل شهرين.
وكتبت هذه الصحيفة كذلك أن طهران لعبت دورا في تصميم العملية الحالية، ونتيجة لسلسلة الاجتماعات التي عقدت في بيروت، وآخرها يوم الاثنين من الأسبوع الماضي، أعطت "الضوء الأخضر" لبدء هذه العملية ضد إسرائيل.
لكن، ردا على تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال"، نفى مكتب ممثل إيران في الأمم المتحدة هذا الادعاء، ورد المتحدث العسكري الإسرائيلي، دانيال هيغاري، على التقرير بالقول إن إسرائيل غير متأكدة من ذلك.
وقال العقيد دانييل هيغاري أيضًا إنه لا يمكن التأكد لإسرائيل ما إذا كان لإيران دور في تدريب القوات المنفذة لهذه العملية أم لا.
وتزامنا مع ذلك رجح الرئيس الفرنسي أن تكون حماس تلقت مساعدات من طهران لشن هجومها ضد إسرائيل.
ومع استمرار الاشتباكات في جنوب إسرائيل بين حماس وإسرائيل، يشعر المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون بالقلق من فتح جبهة أخرى للصراعات من الشمال على يد حزب الله اللبناني، وقد حذروا إيران من ذلك، مراراً، في الأيام القليلة الماضية.