نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن شاهد عيان في طهران أن شرطية أو ما تعرف بـ"ضابطة الحجاب" بدأت تتجادل مع المراهقة الإيرانية أرميتا غراوند أثناء دخول قطار مترو الأنفاق لعدم تغطية شعرها، وصرخت الشرطية في وجهها. ثم لجأت إلى العنف والاعتداء الجسدي ودفع الفتاة بقوة.
وقال شاهد آخر لصحيفة "الغارديان" إن أرميتا غراوند كانت في وعيها عندما سقطت على الأرض. وبحسب شهود عيان، فإن "ضابطة الحجاب" نفسها التي اعتدت على أرميتا رافقتها إلى سيارة الإسعاف.
وبحسب هذا التقرير، صرخت المرأة "ضابطة الحجاب" على أرميتا بسبب عدم ارتدائها الحجاب، فأجابت الفتاة المراهقة: "هل طلبت منك خلع حجابك؟"
بعد ذلك تحول الخلاف بين الاثنين إلى عنف، وهاجمت "ضابطة الحجاب" في المترو جسديًا أرميتا ودفعتها بقوة.
وقال شاهد عيان آخر لصحيفة "الغارديان" إن أرميتا كانت "لا تزال واعية" عندما سقطت على الأرض.
وأضاف أنهم رأوا نفس الشرطية التي ترتدي الحجاب تقف خلف سيارة الإسعاف تنتظر نقلها إلى المستشفى.
كما ذكرت "الغارديان" في تقريرها أن وسائل الإعلام الحكومية لم تنشر أي فيديو من داخل عربة المترو الذي يوضح تفاصيل الحادثة حتى الآن.
وزعمت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا)، الخميس 5 أكتوبر (تشرين الأول)، ردا على هذا الغموض الذي أثاره مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي، أنه لا يوجد كاميرا داخل قطار المترو.
ومع ذلك، وفقًا لبعض المستخدمين مثل الصحافي، بهنام قلي بور، فان أرميتا ركبت في عربة رقم 1200، وجميع العربات تحتوي على كاميرات.
كما تناول تقرير "الغارديان" ردود معارضي النظام على "أكاذيب الحكومة" ودعاياتها حول أرميتا، وما حدث لها في مترو الأنفاق.
وبالإشارة إلى الأخبار المنشورة حول اعتقال شهين أحمدي والدة أرميتا، ونفي ذلك من قبل وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري الإيراني والحكومة، كتبت الصحيفة أن هذا الاعتقال يظهر أن سلطات الجمهورية الإسلامية تخشى أن والدتها لم تصدق القصة الرسمية لما حدث لابنتها.
وبحسب معلومات تلقتها "إيران إنترناشونال" فإن شهين أحمدي، والدة المراهقة الإيرانية أرميتا غراوند، صرخت واحتجت بعد أن منعها عناصر الأمن من دخول الغرفة التي تعالج فيها ابنتها، وقام رجال الأمن المتمركزون في المستشفى باعتقالها.
وبعد 5 أيام من دخول أرميتا غراوند في غيبوبة يوم 1 أكتوبر (تشرين الأول)، تستمر ردود الفعل حول احتمال تعرضها للاعتداء من قبل ما يُعرفون باسم "حراس الحجاب".
وتظهر مقاطع الفيديو الصادرة من إيران عددا من المواطنين يكتبون اسم أرميتا على الجدران ويقارنون مصيرها بمصير مهسا جينا أميني.
ويعود أحد مقاطع الفيديو إلى مساء الأربعاء 4 أكتوبر، حول لافتة احتجاجية في كرج تقول: "أرميتا غراوند.. مهسا أخرى".
ووصفت الناشطة في مجال حقوق الإنسان المسجونة، نرجس محمدي، في رسالة، سلوك النظام الإيراني في التعامل مع قضية هذه الفتاة المراهقة بأنه علامة على "جهد متسرع" "لمنع كشف الحقيقة".