تناقلت وسائل الإعلام الدولية على نطاق واسع خبر المراهقة الإيرانية أرميتا غراوند، وهي تلميذة تبلغ من العمر 16 عامًا، التي تم نقلها إلى مستشفى عسكري بعد تعرضها للإصابة في مترو أنفاق طهران، ويُعتقد أنها أصيبت على يد شرطة الأخلاق لعدم ارتدائها الحجاب.
وكتبت صحيفة "الغارديان" في تقرير لها، الثلاثاء 3 أكتوبر (تشرين الأول)، أن نشطاء حقوق الإنسان يعتبرون أن سبب فقدان أرميتا غراوند وعيها هو الاعتداء عليها من قبل "عناصر دورية شرطة الأخلاق".
كما أشارت وسائل الإعلام البريطانية إلى الفيديو الموجود للحظة إخراج أرميتا من عربة المترو، وأكدت أنه لم يتم نشر أي فيديو لما حدث داخل العربة حتى الآن.
وأشارت صحيفة "الغارديان" إلى مقابلة أجرتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا" مع والدي أرميتا، موضحة أن النظام الإيراني أجرى "مقابلات قسرية" مع أشخاص مختلفين عدة مرات من قبل.
ونشرت "إيرنا"، الثلاثاء 3 أكتوبر، مقطع فيديو لوالدة ووالد هذه التلميذة، قالا فيه إن "ما وقع لأرميتا كان حادثا".
وفي جزء من هذه المقابلة تقول والدة هذه المراهقة وهي تخنقها العبارة: "أعتقد أنها سقطت.. أعتقد أنهم قالوا إن ضغطها انخفض وسقطت على الأرض، اصطدم رأسها بحافة المترو وأخرجها أصدقاؤها".
وناقشت صحيفة "الغارديان" ردود الفعل على وضع أرميتا في الفضاء الإلكتروني، وأوضحت أن الكثير يعتقدون أن التاريخ يعيد نفسه، وأن رواية النظام الإيراني- مثل ما أعلنه سابقاً عن مقتل مهسا جينا أميني- غير صحيحة.
كما نقلت صحيفة "تلغراف" عن منظمة "هنغاو" لحقوق الإنسان، أن أرميتا أصيبت بجروح خطيرة في اعتداء جسدي شديد من قبل عناصر دورية شرطة الأخلاق في مترو أنفاق طهران.
وذكرت "تلغراف"، نقلاً عن موقع "إيران واير" الإخباري، أن سبب فقدان أرميتا وعيها هو إصابتها في رأسها بسبب هجوم الحراس.
وأشارت هذه الوسيلة الإعلامية إلى أن مشاعر الشعب الإيراني جُرحت بعد هذا الحادث، وكتبت أن الكثير يعتبرون ما حدث لأرميتا بسبب السلوك المماثل لعناصر شرطة الأخلاق، والذي أدى إلى وفاة مهسا جينا أميني العام الماضي.
وذكرت "تلغراف" أيضًا أن أرميتا تخضع حاليًا لإجراءات أمنية مشددة في مستشفى "فجر" العسكري بطهران.
وكتبت صحيفة "تايمز إسرائيل" أيضًا أن سلطات النظام الإيراني نفت هجوم عناصر دورية شرطة الأخلاق على أرميتا، وأعلنت أن سبب ما حدث لها هو "انخفاض ضغط الدم".
وكتبت هذه الوسيلة الإعلامية أيضًا أنه وفقًا للتقارير، لا يُسمح لأي شخص، ولا حتى عائلة التلميذة، بمقابلتها.
وخبر اعتقال مريم لطفي، مراسلة صحيفة "شرق" التي ذهبت إلى المستشفى لإعداد تقرير عن حالة أرميتا غراوند، هو إحدى القضايا الأخرى التي تناولتها "تايمز إسرائيل". وقد تم إطلاق سراح الصحافية بعد بضع ساعات.
كما نقلت قناة "إي بي سي نيوز" عن الصحافي المقيم في لندن، فرزاد صيفي كاران، قوله إن أرميتا وبعض صديقاتها تعرضن لهجوم من قبل الشرطة لأنهن لم يرتدين الحجاب.
وبحسب هذا التقرير، قامت قوات الشرطة بدفع أرميتا، مما أدى إلى إصابتها وفقدانها للوعي.
في الوقت نفسه، تناولت وسائل الإعلام الألمانية، بما في ذلك "بيلد"، و"شبيغل"، و"إن تي في"، هذه القضية أيضًا.
وكتبت صحيفة "بيلد" أن أرميتا قد تكون ضحية أخرى لدورية شرطة الأخلاق، وشددت على أن ضغوط النظام على النساء في إيران زادت في الأسابيع الأخيرة.
وكتبت "شبيغل" أيضًا أن هذا الحادث قد يؤدي إلى استئناف الاحتجاجات ضد النظام الإيراني.
كما تناولت وسائل الإعلام في أستراليا، وماليزيا، وإيطاليا، والهند، وسنغافورة، وضع أرميتا غراوند .
وبحسب المعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، فإن هذه التلميذة البالغة من العمر 16 عامًا والتي أصيبت في مترو أنفاق "شهداء" هي تلميذة في الصف الحادي عشر في مدرسة "العروة الوثقى" الحكومية في المنطقة الحادية عشرة بطهران.